شافياً حين سألها عن قصدها من استقدامهم، واعتقد كونديه وكوليني أن حياتهما في خطر، فحاولا مع أتباعهما المسلحين أن يقتلوا الملك والملكة الأم في مو (سبتمبر ١٥٦٧) ولكن مونمورنسي أحبط المحاولة. وأصبحت كاترين تخشى كوليني خشيتها جيز من قبل.
وأحس كوليني وكونديه أن الحاجة ماسة لحرب ثانية ترد للهيجونوت ولو حقوقهم المحدودة. فاستقدما هما أيضاً المرتزقة لا سيما من ألمانيا تعزيزاً لقواتهما المستنزفة، واستوليا على أورليان ولاروشل وزحفا على باريس وطلبت كاترين التعزيزات من ألفا، فوافاها بها فوراً، وفي سان دنيس، خارج العاصمة مباشرة، قاد مونمورنسي ستة عشر ألف رجل ضد جيش كونديه في معركة من أبشع هذه الحروب وأقلها حسماُ. ومات مونمورنسي من جراحه. وراحت فرنسا مرة أخرى تتساءل أي دين هذا الذي يدفع الناس إلى مذابح كهذه، واغتنم لوبيتال الفرصة ليرتب صلح لونجومو (٣٣ مارس ١٥٦٨)، الذي رد التسامح المتواضع الذي منحه مرسوم امبواز.
وندد الكاثوليك بالمعاهدة ورفضوا تنفيذ شروطها. واحتج كوليني لدى كاترين، فدافعت عن نفسها بضعفها. وفي مايو ١٤٦٨ أبلغ خوان دي ثونيجال، سفير أسبانيا في روما، أنه سمع من البابا بيوس الخامس أن الحكومة الفرنسية تنظر في اغتيال كوليني وكونديه (٤٦). ولعل مثل هذا النبأ قد نمى إلى الزعيمين البروتستنتيين، فهربا إلى لاروشيل، حيث انضمت إليهما جان دالبير وابنها، الذي بلغ الآن خمسة عشر عاماً وكان يتحرق للعمل. وتكون جيش هيجونوتي جديد، وحشد أسطول، وعززت الأسوار، وصدت كل محاولات بذلتها قوات الحكومة لدخول المدينة. وقبلت المراكب الخاصة الإنجليزية تفويض كونديه، ورفعت رايته، وانقضت على كل ثروة كاثوليكية تقع في يدها (٤٢). وأصبح كونديه السيد المتصرف جنوبي اللوار.