للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما كاترين فقد اعتبرت هذه الحرب الدينية الثالثة ثورة، ومحاولة لقسم فرنسا إلى أمتين واحدة كاثوليكية والأخرى بروتستنتية. ولامت لوبيتال على فشل سياسات التوفيق التي أخذ بها، فاستقال، وأحلت مكانه في منصب المستشار مشايعاً متعصباً لآل جيز. وفي ٢٨ سبتمبر ١٥٦٨ ألغت الحكومة مراسيم التسامح وحظرت البروتستنتية في فرنسا.

وأخذت القوات المتنافسة تتجهز لحرب فاصلة طوال ذلك الشتاء. وفي ٣ مارس ١٥٦٩، التحمت في جارناك قرب أنجوليم. فهزم الهيجونوت، واستسلم كونديه بعد أن أعيته إصاباته، ولكنه ضرب بالنار من المؤخرة ومات. فتسلم كوليني القيادة وأعاد تنظيم الجيش لتقهقر منظم. وفي موكونتور هزم الهيجونوت ثانية، ولكن كوليتي استعاد ببراعة التخطيط ما خسره في المعركة، وزحف الهيجونوت الذين لا تفل لهم عزيمة، برغم افتقارهم إلى الانتصارات، وبلا طعام تقريباً، حتى لم يبق بينهم وبين باريس غير مسيرة ساعات (١٥٧٠). وعلى الرغم من الاعانات المالية التي أرسلتها روما وأسبانيا، وجدت الحكومة مشقة في تمويل جيوشها وحمل النبلاء الكاثوليك على البقاء في ساحة القتال أكثر من شهر أو شهرين كل مرة. واجتاحت جحافل المرتزقة خلال ذلك البلاد تنهب الكاثوليك والبروتستنت على السواء وتقتل كل من يجرؤ على المقاومة.

وعرضت كاترين على كوليني تجديد معاهدة لونجومو، فرفضها لأنها لا تفي بالغرض، وواصل زحفه. هنا أكد الملك الفتي شارل التاسع سلطته فجأة وأبرم في سان جرمان (٨ أغسطس ١٥٧٠) صلحاً أعطى الهيجونوت الذين هربوا مرارا من قبل أكثر مما كسبوا في أي وقت مضى، أعطاهم حرية العبادة إلا في باريس أو على مقربة من البلاط، وحقهم الكامل في تقلد المناصب العامة، وحق الاحتفاظ بأربع مدن تحت حكمهم المستقل مدى عامين ضماناً لاحترام تنفيذ هذه الشروط. واستشاط الكاثوليك غضباً وتساءلوا، فيم الاستسلام بعد كل هذه الانتصارات؟ واحتج