الملك الخاص ١٠٠.٠٠٠ جنيه تعويضاً عن خسائره في الحروب. وانضم كوليني إلى مجلس الملك ورأسه في غيابه (٥٢). وكان شارل دائم الغيرة والخوف من فيلب الثاني، كارهاً تبعية فرنسا الكاثوليكية لأسبانيا. واقترح عليه كوليني الرأي في حرب مع أسبانيا تعطي فرنسا قضية توحد صفوف الفرنسيين، وتصحح ذلك الحد الشمالي الشرقي الذي تتعدى عليه أسبانيا، ولقد آن اوانها لأن وليم أورنج يقود ثورة قامت بها الأراضي المنخفضة على سيدها الأسباني، فما هي إلا دفعة قوية حتى تصبح فلاندر فرنسية. واستمع إليه شارل في تعاطف. وفي ٢٧ أبريل كتب إلى الكونت لوي تاسو الذي تزعم التمرد البروتستنتي في إينو يقول "إنه مصمم … على استخدام القوى التي أودعها الله في يده لتخليص الأراضي المنخفضة من الظلم الذي ترزح تحته (٥٣) ". وعرض لوي وأخوه وليم أورنج تسليم فلاندو وأرتوا لفرنسا لقاء تقديمها المعونة الحاسمة ضد أسبانيا (٥٤). وفي خريف تلك السنة تفاوض شارل مع أوغسطين ناخب سكسونيا لتأليف حلف دفاعي بين فرنسا وألمانيا البروتستنتية (٥٥).
أما كاترين فقد حكمت على اقتراحات كوليني بأنها غير عملية إلى حد الحماقة. فمن الخرق أن تعود بهذه السرعة إلى إطلاق شياطين الحرب بعد أن ظفرت بالسلام الذي تفتقر إليه فرنسا أشد افتقار. صحيح أن أسبانيا مفلسة إفلاس فرنسا، ولكنها ما زالت أقوى دولة في العالم المسيحي، ولقد كللت نفسها مؤخراً بالغار حين هزمت الترك في ليبانتو، وإذن فستكسب تأييد كل أوربا الكاثوليكية، ومعظم فرنسا الكاثوليكية- لو دخلت فرنسا حلفاً بروتستنتياً. وفي حرب كهذه سيكون كوليتي القائد الأعلى، وبفضل نفوذه على شارل الطيع سيكون هو الملك الفعلي، وستنحي كاترين إلى شينونسو إن لم يكن إلى إيطاليا. وعلم هنري جيز وهنري أنجو- أخو الملك- في فزع أن شارل سمح لكوليني بتجريد جيش للانضمام إلى لوي ناسو؛ وقهر ألفا هذا الجيش بعد أن نبهه إليه أصدقاؤه في البلاط الفرنسي (١٠ يوليو ١٥٧٢). واستمع اجتماع كامل