لمجلس الملك إلى كوليني يدفع عن مقترحاته للحرب مع أسبانيا (٦ - ٩ أغسطس ١٥٧٢)، ورفضت كلها بالاجماع؛ ولكن كوليني أصر عليها قائلا "لقد وعدت على مسئوليتي بمساعدة أمير أورنج، فأرجو ألا يسوء الملك أن أوفي بوعدي عن طريق أصدقائي، وربما بشخصي. " ثم قال للملكة "سيدتي، إن الملك يتجنب اليوم حرباً تعده بمنافع عظيمة، وقانا الله نشوب حرب أخرى لا يقوى على تجنبها (٥٦) ". وانفض المجلس في غيظ شديد لما بدا كأنه تهديد بحرب أهلية ثانية. وقال المارشال دتافان "لتحذر الملكة من مشورات ابنها الملك وخططه وأحاديثه السرية، أن الهيجونوت ظافرون به إن لم تأخذ حذرها (٥٧) ". وأخذت كاترين شارل جانباً ولامته على أنه أسلم عقله لكوليني، فإن أصر على شن الحرب على أسبانيا فستستأذنه في الانسحاب مع إبنها الآخر إلى فلورنسة. وطلب اليها الصفح ووعدها بطاعة الابن لأمه، ولكنه ظل الصديق الوفي لكوليني.
في هذا الجو قدمت جان دالبير إلى بلوا لعقد الزواج الذي كان مزمعاً أن يوحد فرنسا الكاثوليكية والبروتستنتية. وأصرت على أن يقوم الكردينال دبوربون بالمراسيم لا بصفة الكاهن بل الأمير، لا داخل كنيسة ولا خارجاً، وألا يصحب هنري زوجته إلى الكنيسة ليستمع إلى القداس. ووافقت كاترين، وان أفضى هذا إلى مزيد من النزاع مع البابا، الذي رفض الحل لمارجريت بالزواج من الابن البروتستنتي لبروتسنتي محروم. ثم ذهبت جان إلى باريس تتسوق، فمرضت بذات الجنب، وماتت (٩ يونيو ١٥٧٢) , وخامرت الهيجونوت الظنون بأنها ماتت مسمومة، ولكن هذا الفرض لم يعد له محل (٨٥)، وحضر هنري نافار إلى باريس من بلوا في أغسطس على الرغم من شكوكه وحزنه، مصحوباً بكوليني وثمانمائة من الهيجونوت. ولحق بهم أربعة آلاف هيجونوتي في العاصمة (٥٩). من جهة ليشهدوا الاحتفالات، ومن جهة أخرى ليحموا ملكهم الشاب. وأثار هذا السيل المتدفق وما رافقه من عشرات العظات