للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النارية حفيظة باريس الكاثوليكية (٦٠)، فنددت بالزواج لأنه استسلم من الحكومة للقوة البروتستنتية. ومع ذلك تم الاحتفال (١٨ أغسطس) دون حل من البابا، وأتخذت كاترين تدابيرها لتمنع البريد من الاتيان بحظر بايري. وقاد هنري زوجته حتى باب نوتردام، ولكنه لم يدخل معها. إن باريس لم تكن في نظره تستأهل بعد أن يحضر قداساً من أجلها. ونزل مع مارجريت قصر اللوفر مؤقتاً.

ولم تجش باريس بمثل هذا الانفعال من قبل إلا فيما ندر. واعتقد الناس أن كوليني يتأهب للذهاب إلى جبهة القتال لأنه ما زال مصراً على المعونة العلنية تبذلها فرنسا للأراضي المنخفضة الثائرة. وأنذر بعض الكاثوليك كاترين بأن الهيجونوت يخططون مرة أخرى لمحاولة خطفها هي والملك (٦١). وكشف طرق السندانات في أرجاء المدينة عن صنع السلاح على عجل. وفي هذه الفترة الحاسمة وافقت كاترين، فيما زعم ابنها هنري، على قتل الأميرال (٦٢).

ففي ٢٢ أغسطس، بينما كان كوليني يسير من اللوفر إلى بيته، قطع عياران أطلقا من نافذة سبابة يسراه ومزق ذراعه حتى الكوع. واندفع رفاقه إلى المبنى، ولكنهم لم يجدوا سوى قربينة مدخنة، فقد هرب المعتدي من الخلف. وحمل كوليني إلى مسكنه. وحين نمى الخبر إلى الملك صاح غاضباً "ألا يتاح لي الهدوء أبداً؟ " وأرسل طبيبه الخاص، أمبروازياو الهيجونتي، ليعالج جراح كوليني، وعين حراساً ملكيين على بيته، وأمر الكاثوليك بأن يخلوا المساكن المجاورة وسمح للهيجونوت بشغلها (٦٣). وحضرت الملكة والملك وأخوه هنري لمواساة الجريح، وأقسم شارل بـ "اغلظ اليمان " لينتقمن لكوليني من هذا العدوان. وعاود كوليني حث شارل على دخول الحرب للحصول على فلاندر (٦٤). وانتحى به جانباً وأسر أليه شيئا. وبينما الأسرة المالكة في طريقها إلى اللوفر، أصرت كاترين على أن يبوح الملك بالسر. فأجاب "حسنا إذن، قسماً بموت