الإله، ما دمت تصرين على أن تعرفي، فهاك ما قاله لي الأميرال: أن السلطة كلها تحطمت في يديك، وأن النهاية ستكون وبالاً عليّ ". وفي سورة غضبه حبس الملك نفسه في غرفته الخاصة. وراحت كاترين تجتر همومها في غيظ وخوف (٦٥).
وذهب هنري نافار إلى كوليني وناقش معه إجراءات الدفاع. وأراد بعض حاشية الأميرال أن يمضوا لتوهم ويغتالوا الزعماء من آل جيز، ولكنه نهاهم. وقال الهيجونوت "إذا لم تجر العدالة مجراها كاملاً فهم لا بد مجروها بأنفسهم (٦٦) ". وراح الهيجونوت يحومون حول اللوفر طوال ذلك اليوم، وقال أحدهم للمكلة إنهم سيقتصون من الجاني بأيديهم إن لم يأخذ العدل مجراها سريعاً (٦٧). ومرت عصابات من الهيجونوت المسلحين المرة بعد المرة بأوتيل اللورين الذي يقيم فيه آل جيز وصاحت تهدد بالموت (٦٨). ولجأ آل جيز إلى الملك طالبين الحماية وتحصنوا في بيتهم. أما شارل فقد اشتبه في أنهم استأجروا القاتل وقبض على نفر من خدمهم وهدد دوق جيز. وأستأذن هنري جيز وأخوه دوق أومال في أن يغادروا باريس، فأذن لهما، ومضيا حتى بوابة سانت أنطوان، ثم انقلبا عائدين واتخذا طريقهما خفية إلى أوتيل اللورين.
وفي ٢٣ اغسطس اجتمع مجلس الملك للتحقيق في الجريمة. وتبين للمجلس أن البيت الذي أطلق منه العياران تملكه (وإن لم تشغله) دوقة جيز الأرملة، التي أقسمت من قبل على أن تثأر لمقتل زوجها فرنسيس، وأن القاتل هرب ممتطياً جواداً من مرابط أسرة جيز، وأن السلاح كان مُلْكاً لأحد حرس الدوق أنجو. ولم يقبض على القاتل قط. وفي رواية لأنجو بعد ذلك أنه هو وهنري جيز قررا الآن أنه لا بد من قتل كوليني وبعض الهيجونوت الآخرين. وبينما كانت كاترين وبعض أعضاء المجلس مجتمعين في التويلري، اندفع إلى الاجتماع عميل لأنجو يسمي بوشافان معلناً أن الهيجونوت في بيت كوليني يخططون لفتنة عنيفة يقومون بها على الأرجح