اثنان فعلا، وتقرر تعيين تورين الهيجونتي مارشالاً لفرنسا. كذلك تقرر أن تدفع الحكومة رواتب القساوسة البروتستنت ونظار المدارس البروتستنتية وأن يقبل الأطفال البروتستنت في جميع المدارس والكليات والجامعات والمستشفيات كالأطفال الكاثوليك سواء بسواء. أما المدن التي كان يسيطر عليها الهيجونوت مثل لاروشيل، ومونبلييه، ومونتوبان-فتظل على حالها وتنفق الدولة على جامعاتها وحصونها على أن الحرية الدينية التي منحت على هذا النحو كانت لا تزال ناقصة، فهي لم تشكل غير الكاثوليك والبروتستنت، ولكنها كانت أكثر ألوان التسامح الديني تقدماً في أوربا. لقد اقتضى تحويل «جلالة الملك المسيحي جداً» إلى مسيحي حقاً، رجلاً ذا عقيدة مشكوك في سلامتها.
وتصايح الكاثوليك في طوال فرنسا وعرضها بالسخط على المرسوم زاعمين أن فيه حنثاً بما توعد به هنري من تأييد لعقيدتهم. وندد به البابا كلمنت الثامن «كألعن ما يمكن تصوره، منحت به حرية الضمير للجميع، وهذا أسوأ شئ في الوجود (٢٣).» وأعلن الكتاب الكاثوليك من جديد بأنه يحل خلع الملك الزنديق أو قتله، أما المؤلفون البروتستنت أمثال أوتمان، الذين دافعوا عن سيادة الشعب إبان حكم هنري الثالث، فقد أطروا فضائل الاستبدادية -في ملك بروتستنتي (٢٤). وأبى برلمان باريس طويلاً أن يختم المرسوم بخاتم التسجيل الرسمي الذي اقتضاه العرف حتى يصبح أي مرسوم ملكي قانوناً مقبولاً. ودعا هنري الأعضاء، وبين لهم أن ما فعله لم يكن عنه غنى للسلام ولتعمير فرنسا. فأذعن البرلمان، وقبل ستة من الهيجونوت بين أعضائه.
وسمح هنري لليسوعيين بأن يعودوا إلى فرنسا (١٦٠٣) ربما ليسكت المعارضة الكاثوليكية ويسترضي البابا. وعارض صلى بقوة هذه الخطوة، وقال إن اليسوعيين «رجال نابغون، ولكنهم شديدوا الخبث والدهاء»، وإنهم ملتزمون بقضية الهابسبورج، ومن ثم بقضية خصمي فرنسا- أي