لفرنسا، وأصبحت الرأس ولوثرينجن الالزاس واللورين، وبدأت تتحول فرنسية. وفي عام ١٦٤٠ سقطت أراس. وفي عام ١٦٤٢ استولت قوة يقودها الملك والكردينال على بربنيان، واقتطع إقليم روسيون المحيط بها من أسبانيا. وهكذا بدا ريشيلو الآن في كل مكان المنظم للنصر.
على أن النبلاء الذين ظلوا على خصومتهم، والحزب الأسباني في البلاط، والنساء النبيلات المغرقات في الدس، كل أولئك بذلوا آخر محاولة لإسقاط الوزير عن كرسيه. ففي سنة ١٦٣٢ مات المركيز إفيا بعد أن خدم الكردينال طويلاً في الدبلوماسية والحرب تاركاً أرملة وغلاماً وسيماً في الثانية عشرة من عمره يدعى هنري كوافييه دروزيه، مركيز سانك- مارس. وبسط ريشيلو حمايته على الصبي وقدمه للملك، ولعله رأى بهذه اللعبة أن يصرف لويس عن الآنسة أوتفور التي كانت واحدة من «الدساسات». وهذا ما حدث فقد افتتن الملك بحسن الغلام وظرفه ووقاحته، وعينه مشرفا على خيول الملك ورجاه أن يشارك الملك في فراشه (٢٩). ولكن سانك-مارس، الذي نضج الآن إذ بلغ الحادية والعشرين، آثر المحظية الحسناء ماريون ديلورم، وماري دجونزاج المتعالية، ملكة بولندة المستقبلة، التي كانت الآن من أجمل خصوم الكردينال. ولعل الشاب ألح على لويس أن يدخله عضواً في مجلس الملك ويجعله قائداً في الجيش بإيعاز منها وإثارة من خلواتها الاستراتيجية. فلما لم يرض ريشيلو عن هذه المقترحات التمس سانك - مارس من الملك أن يطرد وزيره. ورفض الملك، فانضم الفتى إلى جاستون أورليان ودوق بويون وغيرهما في مؤامرة لتسليم سيدان إلى الجيش الأسباني، واتفق على أن يدخل المتآمرون باريس وهذا الجيش من خلفهم ويعتقلوا الملك، وتعهد جاستون بأن يدبر اغتيال الكردينال في طريقه إلى بربنيان. والتمس جاك أوجست دتو، صديق سانك - مارس، تعاون الملكة. ولكن آن النمسوية التي توقعت موت لويس القريب ووصولها إلى السلطة بوصفها