القصير شاكرين، لأنه أطلق السجناء السياسيين، وسمح بعودة المنفيين، وأتاح لفرنسا أن تتنفس. وكان يشكو من أن الكردينال لم يدعه يتصرف كما يشاء. كانت أمه قد ماتت قبل ريشليو ببضعة شهور، فأمر بجلب جثمانها من كولونيا واحتفل بدفنها رسمياً، وفي لحظاته الأخيرة توسل أن يغفر الله والناس له الخشونة التي عاملها بها.
ورأى نفسه يتهاوى، ولكنه اغتبط بما كان عليه ولده البالغ من العمر أربعة سنين من عافية ووسامة. سأله معابثاً «ما اسمك؟» فأجاب الصبي «لويس الرابع عشر» فقال الملك مبتسماً «ليس بعد يا بني، ليس بعد». وأمر بطانته بقبول وصاية الملكة حتى يبلغ ابنه سن الرشد، ولما أخبروه أن قد حانت ميتته قال «إذن فأنا راضٍ من كل قلبي يا إلهي (٤٩)» ومات في ١٤ مايو ١٦٤٣ وقد بلغ الحادية والأربعين. قال تالمان «ذهب الناس إلى مأتمه كأنهم يذهبون إلى حفل زفاف، وظهروا أمام الملكة كأنهم في مباراة رياضية (٥٠)» وكان الكردينال الرهيب قد أعد كل شيء لمجيء الملك العظيم و «القرن العظيم».