وتخلفت العمارة الدينية خلال الحروب الدينية، وفي فترات السلام التي تخللتها نمت العمارة المدنية، فارتفعت قاعات المدن في لاروشيل، وليون، وتروا، ورانس. وفي باريس أرادت كاترين دي مديتشي أن تخلي قصر اللوفر لشارل التاسع ومليكته، فاستأجرت فيليبير ديلورم ليبني لها ولمساعديها قصر التويلري ٠١٥٦٤) -الذي اشتق اسمه من مصانع القرميد (التويل) الفخاري القريبة. وارتفع القصر الجديد، الذي قامت في واجهته العمد الكورنثية وفق طراز النهضة، غربي اللوفر عند ميدان كاروسل الحالي، وامتد ٨٠٧ قدما بطول السين. وقد أحرق في فتنة الكومون عام ١٨٧١، ولم يبق منه سوى الحدائق-حدائق التويلري اللذيذة.
واستعادت العمارة المدنية نشاطها سريعاً في عهد هنري الرابع. وأصبح البون نوف، الذي افتتح للمرور عام ١٦٠٤، أحب الجسور التي تمتد فوق السين. أما الأوتيل دفيل الذي أنجز في السنة التي مات فيها هنري، فقد ظل إلى عام ١٨٧١ مفخرة للشعب تنافس النوتردام واللوفر. وكما فعل فرنسيس الأول ولويس الرابع عشر، أظل هنري الفنانين برعايته، وفهمهم ونسق عملهم. فوسعوا له اللوفر بإضافة البافيون دفلور ووصلوا بينه وبين التويلري بالرواق الكبير. وفي فونتبلو بنوا المصلى، ورواق الوعول، والفناء والصالون البيضي، والبورت دوفين، ورواق ديان. ولقد كانت فونتبلو في عهد هنري الأكبر ذروة النهضة الفرنسية.
أما أرملته ماري دمديسي، فقبل أن تصطدم بريشليو، كلفت سالومون دبروس أن يصمم لها قصر لكسمبورج، في شارع فوجيرار جنوبي السين (١٦١٣ - ٢٠). ولما تحرر لويس الثالث عشر وريشليو من نفوذها عهدا إلى لومرسييه أن يوسع اللوفر مرة أخرى بوصفه مقر الحكومة، فأنجز الآن البافيون دلورلوج، ووسع الجناحان الكبيران، واتخذ البناء الفخم شكله الحالي في أساسه ومن تصميمات لومرسييه بنى ريشليو في باريس «الباليه كردينال» الأنيق حيث جمع مجموعاته في التصوير