للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الهوى أحسن اختيارهن وإعدادهن وقاد الجيش عبر جبال الألب، وعبر برجندي واللورين ولكسمبرج وفي ٢٢ أغسطس ١٥٦٧ دخل بروكسل وتلقاه اجمونت في كل الخضوع والخشوع. وقدم له جوادين نادرين هدية. ولقيته مرجريت يعروها الآسى والأسف وهي تشعر بأن أخاها حل محلها وفرض سلطانه عليها في نفس الوقت الذي كانت قد أعادت فيه نظاماً إنسانياً. واحتجت مرجريت عندما أقام ألفا حاميات أسبانية في كل المدن. وأجاب في فتور "إني على استعداد لاحتمال كل الخزي والوز".

واستأذنت مرجريت الملك فيليب في الاستقالة من منصبها، فأجابها إلى طلبها مع منحها معاشاً سخياً يضمن لها الهناءة، وفي ديسمبر رحلت عن بروكسل إلى موطنها في بارما، وقد حزن من أجلها الكاثوليك الذين أجلوها واحترموها، والبوتستانت الذين تنبأوا بأنه سيتضح وشيكاً أن أشد قساوتها كانت ليناً واعتدالاً إلى جانب وحشية ألفاً المنتظرة.

وأقام نائب الملك الحاكم العام الجديد في قلعة أنتورب، وأعد نفسه لتطهير الأراضي الوطيئة من الهرطقة، ودعا اجمونت وهورن إلى العشاء وأكرم وفادتها. ثم ألقى القبض عليهما وأرسلهما في حراسة مشددة إلى أحد الحصون في غنت (٧ سبتمبر) وعين "مجلس القلائل" الذي أطلق عليه البروتستنت الجزعون من جديد اسم "مجلس الدم" وكان سبعة من أعضائه التسعة من الأراضي الوطيئة واثنان من الأسبان، وكان لهذين العضوين فقط حق التصويت. واحتفظ ألفا لنفسه بالقرار الحاسم في أي موضوع يعنيه بخاصة. وأمر المجلس بالبحث عن المشتبه في معارضتهم للكنيسة الكاثوليكية أو الحكومة الأسبانية، واعتقالهم ومحاكمتهم سراً، ومعاقبة من يحكم عليهم دون ترفق أو إبطاء. وانبث الوكلاء للتجسس، وشجع المخبرين على الغدر بأقاربهم وأعدائهم وأصدقائهم وحظرت الهجرة، وأعدم ربانية السفن الذين يساعدون على ربانية عليها شنقاً (٢٣). وحكم على كل مدينة عجزت عن قمع الثورة أو معاقبة