للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العصاة بأنها مذنبة، وأودع موظفوها السجن أو فرض عليهم الغرامة. وأعتقل آلاف الأفراد. وذات صباح واحد قبض على نحو ١٥٠٠ في مضاجعهم ونقلوا إلى السجون. وكانت المحاكمات قصيرة عاجلة، وكان الحكم بالإعدام يصدر أحياناً بالجملة، على ثلاثين أو أربعين أو خمسين دفعة واحدة (٢٤). وفي شهر واحد- (يناير ١٥٦٨) أعدم ٨٤ شخصاُ من سكان فالنسيان. وسرعان ما كان من العسير أن تجد الفلاندرز أسرة غير حزينة على فرد منها قتل أو أعتقل بأمر من "مجلس القلائل". وندر أن كان في الأراضي الوطيئة من يجسر على الاحتجاج، فإن أيسر النقد كان يعني الاعتقال.

وأحس ألفا بأن نجاحه قد تلطخ بعجزه عن إيقاع وليم أورانج في حبائله. وأصدر مجلس المتاعب قراراُ باتهام الأمير وأخيه لويس، وزوج أخته كونت فان دن برج، والبارون مونتيني وغيرهم من الزعماء، بتشجيع الهرطقة والثورة. وكان مونتيني لا يزال في أسبانيا، فأودعه فيليب السجن. وكان ابن وليم، وهو فيليب وليم كونت بورن طالباً في جامعة لوفان. فاعتقل وأرسل إلى أسبانيا، وهناك نشئ تنشئة كاثوليكية متحمسة، وتبرأ من مبادئ أبيه. وصدر إعلان بأن وليم خارج على القانون، أحل لأي إنسان قتله دون التعرض لعقاب القانون.

وعمل وليم أورنج على تنظيم جيش، ووجه أخاه لويس إلى أن يحذو حذوه. والتمس العون من الأمراء اللوثرين فكم يتحمسون للاستجابة له، ومن الملكة إليزابث التي أمسكت عن مساعدته في حذر. وجاءته الأموال من أنتورب وأمستردام وليدن وهارلم وفلشنج، وأرسل إليه كل من الكونت فان دن برج وكولمبرج وهو جستراتن ثلاثين ألف فلورين، وباع مجوهراته وأوانيه الفضية ومطرزاته وأثاثه الفاخر، وجمع نحو خمسين ألف فلورين، وتوافر الجنود، لأن المرتزقة الذين تفرقوا نتيجة بعض الهدوء في الحرب الدينية في فرنسا، عادوا إلى ألمانيا مفلسين. وكان لزاماً أن ينتهج وليم سياسة التسامح، فكان