القساوسة بأنهم كانوا يخدعون الناس بالمخالفات الزائفة والكرامات التي يفتعلونها-وعرض قطع من "الصليب الحقيقي، وعظام قديمة للتعبد على أنها رفات القديسين، وإخفاء الزيت في رؤوس التماثيل حتى ترشح في الوقت المناسب (٤٥).
على أن وليم تولاه الحزن والأسى حين رأى سنوات كفاحه من أجل الوحدة تختتم بالفرقة والفوضى والبغضاء. وإن الديمقراطية الكلفنية التي كانت قد استولت على جملة مدن الآن في وهدة من الفوضى، بدأ معها الملاك البروتستانت والكاثوليك على حد سواء يتساءلون هل كان المذهب الجديد وكل ما يتصل به من دعايات أشد وبالاً عليهم من الديانة القديمة. وسرى شعور الاستياء وواجه وليم هذه الرغبة المتزايدة في إعادة النظام بالتفاوض مع فرنسوا دوق أنجو ليتولى منصب الحاكم العام بدلاً من ماتياس الماجز التافه. ولكن اتضح أن أنجو خائن حقير. وزاد الطين بلة في محنة وليم، أن جيشاً أسبانياً جديداً قوامه عشرون ألفا من الجنود المدربين أحسن تدريب، كان يتجه شمالاً بقيادة أقدر قواد العصر. ذلك أنه في ديسمبر ١٥٧٧ قدم الساندرو فارنيز دوق بارما بجيشه إلى دون جوان في لكسمبرج. وفي يناير ١٥٧٨ هزموا القوات التي كان يعزوها النظام، التابعة للجمعية. العمومية، في جمبلو. وفتحت لوفان واثنتي عشرة مدينة صغيرة أخرى، أبوابها أمام الفاتح الجديد، وفرت الجمعية العمومية الأراضي الوطيئة من بروكسل إلى أنتورب. إلا أن دون جوان الذي استشعر مجداً جديداً، انتابته حمى خبيثة، وقضى نحبه في نامور، في أول أكتوبر ١٥٧٨، وهو في سن الثالثة والثلاثين. وعين فيليب دوق بارما حاكماً عاماً مكانه، وبدأ فصل جديد.