حتى ١٥٨٧) يشكلون عشر السكان فقط في مقاطعة هولندا، ولكنهم كانوا نشيطين طموحين ومسلحين. وكانت لهم السيطرة على الجمعيات السياسية، فأحلوا حكاماً وقضاة بروتستانت محل الكاثوليك، وفي ١٥٧٣ حظر مجلس المقاطعة العبادة الكاثوليكية في هولندا (٤٠)، على أساس أن أي فرد كاثوليكي يحتمل أن يكون خادماً لأسبانيا. ولن تأت ١٥٧٨. إلا وقد عمت الكلفنية زيلندة تقريباً، وكانت م الوجهة السياسية-لا العددية-متسلطة في فريزلند واكتسحت موجات تحطيم الصور المقدسة هولندا وزيلندة ١٥٧٢، ومقاطعات أخرى، حتى الفلاندرز وبرابانت، بعد ١٥٧٦. وأنكروا أي ربط بين الدين والفن باعتباره عملاً وثنياً دنساً. وجردت الكنائس من الصور والتماثيل والصلبان والزخارف، وصهرت الأواني الذهبية والفضية، ولم يبق إلا الجدران العارية، وعذب "المتسولون" القساوسة الكاثوليك، وأعدموا نفراً منهم (٤١).
واستنكر وليم كل هذه التصرفات، ولكنه تغاضي (٤٢) عن استيلاء الأقليات الكلفنية المسلحة السياسية في بروكسل وايبر وبروجز وكل شمال الفلاندرز (٤٣). وفي غنت سجن الكلفنيون أعضاء المجلس، ونهبوا الكنائس والأديار وأتلفوا أجزاءها الداخلية، وصادروا أملاك الكنيسة، وحرموا إقامة الطقوس الكاثوليكية، وأحرقوا الرهبان في ساحة السوق (٤٤)، وأقاموا جمهورية ثورية (١٥٧٧). وفي امستردام اقتحم الكلفنيون المسلحون دار البلدية (٢٤ مايو ١٥٧٨)، وطردوا القضاة والموظفين، وأحلوا محلهم كلفنيين، وخصصوا الكنائس التي جردوها لمذهب الصلاح. وفي اليوم التالي قامت ثورة مماثلة بمثل هذا العمل في هارلم. وفي أنتورب التي كانت آنذاك مقر قيادة وليم أخرج البروتستانت القساوسة والرهبان من المدينة (٢٨ مايو)، وأنب الأمير أتباعه تأنيباً شديداً على هذا العنف. وخصهم على السماح باستثناء الطقوس الكلثوليكية. ولكن في ١٥٨١ حرمت كل عبادة كاثوليكية في أنتورب وأوترخت. واتهم الكلفنيون