البطولة. وعلى مقربة منه كانت ماري ستيوارت الجميلة سجينة لدى إليزابث العملاقة الرهيبة. فلم لا يحشد جوان جيشاً وأسطولاً، ويعبر البحر، ويطيح بعرش ملكة ويتزوج الأخرى، ويصبح ملكاً على إنجلترا وإسكتلندة، ويعيد هذه الأقاليم الغافلة إلى أحضان الكنيسة الأم، أن فيليب الذي خشي الهوة بين الأموال والأحلام، اعتبر أخاه ساذجاً مخدوعاّ. وقدم جوان البرهان على ذلك، فإنه غادر بوركسل فجأة (١١يونية)، على رأس فرقة من الوالون (سكان جنوب بلجيكا) الكاثوليك، وأنكر "قانون التهدئة). وبعد مفاوضات عميقة مع جوان، دعت الجمعية العمومية وليم إلى العاصمة، ولدى وصوله (٢٣ سبتمبر) رحب به جمهور كبير من المواطنين الكاثوليك على أنه الرجل الوحيد الذي يستطيع أن يقود الأراضي الوطيئة إلى الحرية. وفي ٨ أكتوبر أبلغت الجمعية العمومية دون جوان أنها لم تعد تعترف به حاكماً يمكن أن تقبل في مكانه أمير من الأسرة المالكة. وفي ١٠ ديسمبر ١٥٧٧ انضمت المقاطعات كلها-عدا نامور-إلى "اتحاد بروكسل". وطلب الأعضاء الكاثوليك في الجمعية العمومية، الذين كانوا يخشون كلفنية وليم، إلى ماتياس أرشيدوق النمسا أن يكون حاكماً على الأراضي الوطيئة. وقدم الشاب ابن العشرين وتقلد المنصب (١٨ يناير ١٥٧٨) ولكن أنصار وليم أعزوا الحاكم الجديد بتعيين وليم نائباً له-ومن الوجهة الفعلية صاحب الأمر والنهي في الإدارة والسياسة.
وكان يمكن للتسامح المتبادل في الخلافات الدينية وحده يبقى على هذا الاتحاد أو الترابط، ولكن التعصب مزقه. فإن الكلفنيين في هولندا والكاثوليك في أسبانيا اعتقدوا جميعاً بأن الكفار وحدهم الذين يستطيعون أن يبدوا تسامحاً. وقال كثير منهم صراحة بأن وليم أورنج ملحد (٣٨)، واتهمه الواعظ الكلفني بيتر داتينوس، بأنه جعل من السلطة معبوده الوحيد، وأنه يغير عقيدته كما يغير الناس ملابسهم (٣٩). وكان المكلفنيون (وظلوا