للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عزله (٤٧). وكان رد وليم على هذا الحرمان في صيغة دفاع حرره له قسيسه، أرسل إلى الجمعية العمومية وإلى كل بلاط في أوربا، ورحب بالحرمان على أنه وسام شرف له. واتهم فيليب بسفاح ذوي القربى والزنى وقتل زوجته وابنه. وأبدى استعداده للتخلي عن كل مناصبه ومغادرة الأرضي الوطيئة بل حتى للتضحية بحياته، إذا كان هذا في مصلحة بلده، ومهر الوثيقة بشعاره "سوف أتشبث".

ولم يلبث فيليب طويلاً حتى جنى ثمار "الحرمان" الذي أصدره (١٨ مارس ١٥٨٢)، فإن جين جوريجي أغرته الجائزة الموعودة، فتسلح بمسدس واستعان بالله، ونذر للعذراء بعض الغنيمة. واتخذ سبيله إلى وليم أورانج في أنتورب. وأطلق الرصاص على رأسه، فدخلت الرصاصة تحت الأذن اليمنى ونفذت إلى الفم، ثم إلى الخد الأيسر. ولقي القاتل على الفور حتفه بيد أتباع وليم، ولكن بدا أن المهمة قد نفذت. ولعدة أسابيع بدا أن الأمير على شفا الموت. ودعا فارنيزي المقاطعات الثائرة، وقد مات زعيمها العنيد، إلى المصالحة مع مليكهم الرحيم. ولكن وليم تماثل للشفاء في بطء بفضل سهر زوجته شارلوت على العناية به. وهي التي قضت نحبها في ٥ يونية بسبب الإرهاق والحمى. وفي يولية وضع متآمران مغموران خطة لدس السم لأمير أورانج ودوق أنجلو كليهما. واكتشفت المؤامرة واعتقل المجرمان وانتحر أحدهما في السجن، وأرسل الثاني إلى باريس وحوكم وأدين، ومزق إرباً بربطه في أربعة خيول، تتجاذبه في كل اتجاه.

وفي أثناء عام ١٥٨٢ جمع أنجو حوله بعض قوات فرنسية في أنتورب. ولم يكن الدوق ليقنع بلقبه، وداعبه الحلم بأن ينصب نفسه ملكاً. وهب أتباعه فجأة في ١٧ يناير ١٥٨٣، وهم يهتفون "فليحيا القداس" وحاولوا أن يسيطروا على المدينة. فقاومهم الأهالي، وهلك في هذه "الثورة الفرنسية" قرابة ألفي شخص. وأخفقت هذه الثورة وهرب أنجو. وعانى وليم من