بأهداب الفضيلة قد ينجو من الجحيم. وذهب إلى أن كل الناس في النهاية سيخلصون ودمغة أستاذ زميل له في الجامعة، فرانسيسكس جوماروس، بأنه مهرطق ماكر.
ومات أرمنيوس ١٦٠٩، وكان قد كسب إلى جانبه آنذاك أتباعاً من ذوي النفوذ، من بينهم أولدنبار نفلدت وهوجو جروتيوس أكبر موظفي روترذام وفي ١٦١٠ صاغ هؤلاء "المتحررون" احتجاجاً على نظريات الجبرية ولاصطفاء والرفض أو الإخراج من زمرة الأبرار، واقترحوا عقد مجلس وطني يضم رجال الدين وغيرهم من العلمانيين لإعادة تحديد عقيدة الإصلاح وتعريفها. وصاغ المتزمتون "احتجاجاً مضاداً" أكدوا فيه من جديد المذهب الكاثوليكي:
"إن الرب، بعد خطيئة آدم، حفظ نفراً معيناً من البشر من الدمار، وقدر لهم الخلاص في المسيح … وفي هذا الاصطفاء لم يعتبر الرب الإيمان أو الارتداد، ولكنه يعمل كيف يشاء. وأرسل الرب ابنه يسوع لتخليص هؤلاء المصطفين وحدهم (٥٤) ".
وأصر أتباع جوماروس على أن هذه القضايا لا يعالجها إلا رجال الدين وحدهم، وبذلك نجحوا في دمغ المحتجين بأنهم من أنصار البابا أو من أتباع بلاجيوس (الذين ينكرون نظرية الخطيئة الأصلية ويرون أن الإنسان مخير) أم من الموحدين (الذين لا يدينون بالتثليث، إلى حد أغلبية كبيرة من السكان البروتستانت انحازت إلى جانب المتزمتين، وكان موريس ناسو يغفل شأن هذه المنازعات اللاهوتية احتقاراً لها، ولكنه تحرك الآن ليصادق مؤقتاً جماعة المذهب القديم، لأنهم يهيئون لأه ركيزة شعبية لمحاولة استعادة الزعامة الوطنية.
وأعقبت ذلك معركة بالخطب والعظات والنشرات قاربت أن تكون حرباً. وعكرت الاضطرابات العنيفة صفو الهدنة، وهوجمت بيوت المتحررين