للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في لاهاي، وأخرج الوعاظ الكلفنيون المتشددون من روتردام. وجهزت هولندا جيشاً للدفاع عن ديانتها، وسرعان ما تبعتها مقاطعات أخرى، وبدا أن الحرب الأهلية توشك أن تقضي على الجمهورية في مهدها، وفي ٤ أغسطس ١٦١٧ اتخذ أولدنبار نفلدت في مجلس هولندا قراراً خطيراً-رآه موريس خطيراً حقاً-يعلن فيه سيادة الدولة على الأمور الدينية، ويوجه مدن المقاطعة إلى تسليح نفسها حماية لها من عنف أنصار الكلفنية، وقصد إلى أوترخت حيث أقنع مجلسها بإعادة القوات لتأييد هولندا. وفي ٢٥ يولية ١٦١٨ دخل موريس ناسو بوصفه القائد الشرعي للجيش، أوترخت على رأس قوة مسلحة. وأرغم الفرق المجندة حديثاً على أن يتفرقوا. وفي ٢٩ أغسطس أصدرت الجمعية العمومية للمقاطعات المتحدة أمراً بالقبض على أولدنبار نفلدت وجروتيوس وغيرهما من زعماء المحتجين. وفي ١٣ نوفمبر اجتمع كنيسة الإصلاح في دور درخت (دورت)، واستمع لآراء اللاهوتيين المحتجين وحكم بأنهم مهرطقون، وأمر بطرد قساوسة المحتجين من وظائف الكنيسة والتعليم. وصبت اللعنة على أنصار أرمنيوس-مثلهم في ذلك مثل الكاثوليك-وحرم عليهم عقد الاجتماعات أو إقامة الصلوات العامة. وفر كثيرون منهم إلى إنجلترا حيث أحسنت الكنيسة الرسمية استقبالهم ودعموا أهم مركز الأنجليكانيين المتحررين.

وحوكم أولدنبار نفلدت أمام محكمة خاصة لم تهيئ له أي سند قانوني. واتهم بأنه بطريقة مدموغة بالخيانة أشاع الفرقة في الاتحاد وعرضه للخطر، وبأنه سعى إلى تكوين دولة داخل الدولة. وفي خارج المحكمة انهال سيل من النشرات تذيع على الملأ أخطاء حياته الخاصة. ودافع هو عن نفسه دفاعاً قوياً بليغاً إلى حد أن أبناءه أقاموا أمام سجنه عمود مايو المزدان بالأشرطة والزهور واحتفلوا بالإفراج المرتقب عنه، وكلهم ثقة في ذلك. وفي ١٢ مايو ١٦١٩ أقرت المحكمة إدانته ونُفذ فيه حكم الإعدام في اليوم التالي. وحكم على