وقدره ٥٠٠ فلورين كان يتقاضى أجراً عن كل إنتاج فردي. أنه قبض مبلغاً ضخماً، ٣٨٠٠ فلورين (٤٧. ٥٠٠ دولار؟) عن التحفتين السابق ذكرهما، أي بمعدل اجر يومي قدره ١٠٠ فلورين (١٢٥٠ دولاراً؟). وذهب جزء من هذا المبلغ بطبيعة الحال إلى المساعدين العديدين الذين كان كثير منهم مسجلاً في نقابة الفنيين بوصفهم أساتذة. ورسم جان بروجل "المخمل" الأزهار في لوحات روبنز ورسم جان ولدنز المناظر الطبيعية والحواشي الثانوية، ورسم بول دي فوز المعادن والفاكهة، أما فرانس سنيدرز فقد صور بطريقة نابضة بالحياة الرأس المستدق بشكل دقيق للكلب في لوحة "ديانا عائدة من الصيد (١٤) " ولسنا ندري نصيب سنيدرز ونصيب روبنز في مناظر الصيد الهائلة في قاعات درسن وميونيخ ومتحف المتربوليتان في نيويورك. وفي بعض الحالات رسم روبنز الأشخاص، وترك لمساعديه الدهان. وكان روبنز يقدم لزبائنه بياناً صادقاً عن درجة إسهامه بنفسه في اللوحات التي باعهم إياها (١٥). وبهذه الطريقة وحدها استطاع أن يواجه الطلبات التي انهالت عليه. وأصبح مرسمه مصنعاً يعكس أساليب العمل في اقتصاد الأراضي الوطيئة، وأدى الخصب في اٌلإنتاج والسرعة في الإنجاز إلى الحط من نوعيته، ولكنه قارب الكمال إلى حد يصبح معه إله الفن الفلمنكي.
وأحس روبنز بالطمأنينة فتزوج في ١٦٠٩. وكانت إزابلا برانت ابنة محام وعضو المجلس التشريعي في أنتورب، ومن ثم كانت شريكة صالحة لابن محام وعضو في المجلس التشريعي في المدينة نفسها. وأقام روبنز في بيت أبيها حتى يتم إعداد داره الفخمة المطلة على قناة وابنز. وفي واحدة من أجمل لوحاته (١٦) نرى بيتر وايزبللا تغمرهما سعادة الأيام الأولى من الزواج، أما هي فتراها مكسوة بأردية فضفاضة مشدودة الخصر بصدار مزدان برسوم الأزهار، وقد وضعت يدها على يده في ثقة واستشار، وبرز وجهها المفعم بالحيوية من طوق رقية مكشكش أزرق هائل، وتوج رأسها بقبعة فارس، أما هو فتراه مكتمل الرجولة والنجاح، ذا ساقين قويتين ولحية بيضاء وملامح