مصر، فكرة القباب البصلية الشكل. وانتشر هذا الطراز من هولندة وروسيا إلى ألمانيا، وأصبح أحد معالم عصر الباروك في أوربا الوسطى.
إن رجال الأعمال، لا رجال الدين، هم الذين سيطروا على هندسة البناء. وعمدوا أول ما عمدوا إلى تشييد مساكن راسخة البناء لأنفسهم-تكاد تكون كلها متشابهة، لا تبعث على الخوف مثل قصور فلورنسة، ولا تثير الحقد والحسد، لأن كل مظاهر البذخ والترف والفن كانت داخل جدران البيت، وفي حدائق الزهور التي عنوا بها أكبر عناية. أما المنشئات المدنية فقد أباحوا فيها بعض الزخرف والأبهة. ففي دار البلدية التي شادها ليفن دي كي لمدينة أنتورب، جمع في انسجام تام بين عناصر من فرنسا ومن ألمانيا ومن عصر النهضة، ودار نقابة القصابين في هارلم، التي شادها ليفن نفسه، تضارع في فخامتها وأبهتها أية كاتدرائية قوطية. وتظهر دار البلدية في هارلم كيف أن هولندة طوعت الطراز الكلاسيكي (القديم) تماماً حتى بات يتمشى مع أهدافها ونزعاتها.
وكان ميكل أنجيلو هولندة في العمارة والنحت في ذاك العصر هو هندريك دي كيزر الذي أصبح وهو في سن التاسعة والعشرين المهندس المعماري لمدينة أمستردام (١٤٩٤)، وهناك صمم الكنيسة الغربية وسوق المال ومبنى شركة الهندسة الشرقية في طراز يجمع بين طراز إيطاليا وهولندة وعصر النهضة. وفي دلفت بنى دار البلدية والنصب التذكاري لوليم الأول، وفي ١٦٢٧ في روتردام، صب من البرونز تحفته الرائعة. ألا وهي تمثال أرزم الرائع الذي قبع ساكناً لم يمس بأذى لعدة سنوات بين أنقاض الحرب العالمية الثانية. ودمر بعض من أجمل المنشآت الهولندية التي يرجع تاريخها إلى تلك الحقبة نتيجة الإخفاق في إدارة شؤون الدولة.
وتألقت صناعة الخزف بين الفنون الصغيرة. وفي روتردام ودلفت سما الذوق الرفيع بصناعة القرميد حتى جعل منها فناً. وأقبل الناس على