للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم نسمع عن مهمة مماثلة أخرى إلا بعد إحدى عشرة سنة من ذاك التاريخ، ولكن هالس أنتج في هذه الحقبة رسوماً تعد من روائع الفن الهولندي. من ذلك "بائع السردين (١٠٧) " وهي مرة أخرى تاريخ يتمثل في وجه، و"الثلوث المرح" "يونكر رامب وصديقته" وكلاهما في نيويورك، واللوحة المشهورة "الفارس الضاحك (١٠٨) "-تتجسد فيها الثقة بالنفس، في ثياب ذات أهداب مع طوق مكشكش حول العنق. وعباءة مزدانة بالأزهار، وابتسامة تكاد تشبه ابتسامة الجيوكندا في رقتها. وفي هذه الفترة (١٦٥٤؟) رسم فزانس "صورته الشخصية (١٠٩) " وجه قوي مليح، وعينان حزينتان تنكران زهو الملابس الجميلة والذراعين المطويين. لقد كان الرجل منهوكاً تتقاذفه اللهفة على الإتقان والكمال، والظمأ إلى الخمر.

وفي ١٦٢٧ جاءت مجموعة دولين الثانية: لوحة أخرى "لنقابة ضباط سان جوريس (١١٠) " ولم تكن في صفاء وإشراق اللوحة الأولى، فإن هالس تحول عمداً، ولبعض الوقت، عن البريق الهادئ للألوان القوية إلى التلاعب الأشق بالأساليب الثانوية-الألوان النصفية (لا داكن ولا فاتح) والضلال الرمادية ومخطوط الكفافية الرقيقة. وثمة لوحة دولين أخرى في هذا العام "نقابة رماة سانت أوريان (١١١) "، وهي كذلك في أساليب مخففة. ولا بد أن الرماة اغتبطوا لأنهم كلفوا هالس أن يرسم لهم لوحة أخرى (١١٢). وهما أسترد الفنان ألوانه وأبرز عبقريته ليجعل من كل وجه شيئاً ممتعاً فريداً. وفي ١٦٣٩ رسم لوحة أخرى "لضباط نقابة سانت جوريس" (١١٣) ولكن في هذه اللوحة ضاع الفرد في زحمة المجموع. ولكن لوحات الدولن هذه في جملتها أروع صور المجموعات في كل العصور، هي توضح انطلاق الطبقة الوسطى على مدلونج الظهور الموسوم بالفخار والزهور.

وفي الفترة الثانية (١٦٢٦ - ١٦٥٠) رسم هالس صوراً تنادي بتخليد ذكراها، منها "السكير المرح (١١٤) " يضع وق رأسه قبعة كبيرة تكفي لتغطية