للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رؤوس حشد من السكارى: و"الذي يعدو فوق الرمال" (١١٥)، وهو أشعث أغبر، في أسمال بالية، ولكنه فاتن، و"المتشردة أو الغجرية" تبتسم وتنتفخ في اللوفر، و"المهرج" في أمستردام "وبلتزارا كريمان الوهمي، في واشنطن أما تحفة فترة ذروة النضج هذه، فهي لوحة هالس البالغة الامتياز "القائمون على مستشفى سانت إليزابث (١١٦) "، وهي تماثل، أولاً تماثل لوحة رمبرانت مندوبو نقابة تجار الأقمشة التي رسمت بعدها بإحدى وعشرين سنة.

أن إسراف هالس في الشراب بغير حدود. ولو أنه يبدو أنه لم يسئ إلى فنه، أضر بموقفه حتى في بلد وفي عصر لجأ فيه الناس إلى الشراب بين الحين والحين إبتعاثاً للمرح والفرح. وظل يرسم صوراً ربما كانت كفيلة بأن ترفع أي فنان إلى قمة الشهرة: "ساحرة هارلم (١١٧) "، و"ديكارت (١١٨) " والذي يحرر من الوهم، في حاجبين كبيرين وأنف ضخم وعينين تنمان عن الشك، ثم رسم في سن الثمانين صورة "شاب في قبعة مترهلة (١١٩) ". ولكن في الوقت نفسه تكاثرت الأرزاء على الفنان، ففي ١٦٣٩ أرسل ابنه بيتر إلى مصحة الأمراض العقلية على نفقة البلدية، وفي ١٦٤١وضعت ابنته الكبرى المتمردة في إصلاحية الأحداث بناء على طلب أمها. وما جاء عام ١٦٥٠ حتى كان فرانس معمداً. وفي ١٦٥٤ أقام الخباز المحلي ضده الدعوى يطالبه بسداد مائتي جلدر وحجز على أدوات الرسام. وفي ١٦٦٢ توسل الشيخ الهرم المتهدم للحصول على معونة وأجيب إلى طلبه. وبعد ذلك بعامين قرر له مجلس مدينة هارلم معاشاً سنوياً، ووهبه فوراً ثلاثة أحمال من الخث ليوقد مدفأته.

ويحتمل أنه رغبة في منح فرانس مزيداً من الصدقات، كلف في هذا العام (١٦٦٤) برسم لوحتين: "مديروا ملجأ الفقراء" و"مديرات ملجأ الفقراء". ويظهر في لوحة الرجال أثر اليد المضطربة للفنان في سن الرابعة والثمانين، فإن معظم التقاطيع والملامح فيها ملطخة بشكل غامض، على نقيض اللوحة الأخرى التي تمثيل النساء، فإنه مما يثير الدهشة أ، المهارة القديمة عادت سيرتها الأولى: