الوطنية، حتى ينتشر العلم بين أفراد الشعب. ولا نزاع في أنها كانت من أعظم الحكام المستنيرين في التاريخ.
وهل وهبت هذه الملكة عقلاً خاصاً بها، أم أنها كانت مجرد وعاء لا يميز تتدفق فيه كل التيارات العقلية والفكرية التي تدور حولها؟ لقد انعقد الإجماع عن أنها فيما يتعلق بالحكومة كانت تتصرف بمحض تفكيرها، وصنعت قراراتها بنفسها، وحكمت سواء بسواء (٢٢). وسنرى في فصل لاحق كيف أنها اعترضت على سياسة أوكسنسترنا العسكرية، وكافحت من أجل السلام، وساعدت على إنهاء حرب الثلاثين عاماً. أن قصاصات مذكراتها فاتنة مفعمة بالحيوية، وليس في الحكم والأمثال التي تركتها بخط يدها شيء مبتذل، ومثال ذلك:
إن قيمة المرء على قدر ما يستطيع أن يحب.
ويجدر أن نخشى الحمقى والبلهاء أكثر مما نخشى الأوغاد.
إنك تسيء إلى الناس إذا لم تخدعهم.
المواهب الخارقة جريمة لا تغتفر.
هناك نجم يوحد بين الناس من الطراز الأول، رغم أن العصور والمسافات تفرق بينهم.
أن الزواج ليحتاج إلى شجاعة أكثر مما تحتاج الحرب.
إن المرء ليرتفع فوق كل شيء إذا لم يخشى شيئاً، ولم يحسب لأي شيء حساباً.
إن الذي يغضب من الدنيا أشبه بمن تعلم كل ما تعلم دون هدف أو غاية.
إن الفلسفة لا تغير الناس ولا تصلحهم (٢٣).
وأخيراً، وبعد اختيار عدد من الفلسفات، وربما بعد أن امتنعت عن أن تكون مسيحية، أصبحت كريستينا كاثوليكية أنها متهمة بأنها رضعت