وأقام مهندسون معماريون ونحاتون إيطاليون التماثيل لسجسمند وباثوري وآنا جاجللون في كاتدرائية كراكاو، وكنائس الجزويت الباروكية في كراكاو ونيزويو وعامود سجسمند الثالث الشهير في وارسو، وأصاب الوهن التصوير في بولندة تحت هجمات البروتستانت على الصور الدينية، ولكن مارتن كوبر رسم صورة شخصية ملهمة الملك باثوري.
وعانى التعليم-كما عانت الفنون التخطيطية من الاضطراب الديني. ومرت جامعة كراكاو بفترة انحطاط عابر. ولكن باثوري أسس جامعة ولنو (١٥٧٨)، وفي كراكاو وولنو ويوزثان وريجان وغيرها أسس الجزويت كليات بلغ من امتيازها وتفوقها أن كثيراً من البروتستانت أثروها لتنشئة أبنائهم عقلياً وخلقياً. وخير من كل هذه مدرسة طائفة "الموحدين" في كراكاو التي جذبت إليها ألف طالب من مختلف الملل. وأعد جان ذا موسكي مستشاري باثوري ذي النزعة الإنسانية، في زاموسك جامعة جديدة خصصت أساساً للدراسات الكرسيكية. وكانت ثمة وفرة في الأدب في بولندة. وكانت الخلافات الدينية فظة في النعوت مهذبة معقولة في الشكل، ومن ثم ستاتسلاس أورزيكوسكي الذي كان يدافع عن الكاثوليكية، ناضل من أجلها بضراوة وتعصب عنيف، "في لغة بولنديو رائعة، تعد من أحسن ما كتب في تاريخنا (٣٣) " ولم يكن يقل عنها شهرة في الأسلوب "رجل البلاط البولندي"(١٥٦٦) الذي ألفه لوكازجورنيكي وهو تعديل لكتاب كاستليوني "رجل البلاط". وبرز الجزويتي بيتر سكارجو في الشعر والنثر والتعليم والسياسة. وأنتقل من رياسة جامعة ولنو إلى منصب كبير الوعاظ في البلاط الملكي وقضى فيه أربعة وعشرين عاماً ما كان فيها "بوسويه" بولندة، واستنكر فيها غير وهاب ولا وجل الفساد الذي رآه يستشري من حوله. وتنبأ بأنه إذا لم تصل الأمة إلى حكومة أكثر استقراراً ومركزية فإنها لابد أن تقع فريسة للدول الأجنبية، ولكنه نادى بملكية مسئولية مقيدة