مزارع فرنسا في العصور الوسطى. وكان النبيل المالك يضع هذه التنظيمات بنفسه، ويفرضها بقوة جنوده، ويحرم على مستأجريه مغادرة نطاق ولايته دون موافقته، وينقلهم من مكان إلى مكان، ويزيد من الأرض أو ينقص منها وفق مشيئته، ويفرض عليها في كل عام أيام عمل لا يتقاضون عنها أجراً ويرغمهم على أن يبيعوه أو يشتروا منه وحده، وعلى أن يبتاعون منه كل عام قدراً من الجعة الرديئة الصنع. وكان يستطيع تجنيد أبنائهم لخدمته في زمن السلم والحرب. كان هؤلاء المزارعون أحراراً. "قانوناً لهم" حق التملك والتوريث، ولكن "الأب" الجزويتي سكارجا نعتهم بأنهم أرقاء (٣١).
وكانت الحياة قروية في معظمها. وكان النبلاء يتجمعون في وارسو لإملاء إرادتهم الجماعية، ولكنهم عاشوا في ضياعهم، يصطادون ويتشاجرون، ويستمتعون بأطيب المتع، ويتبادلون المآدب الباذخة، ويتدربون على الحرب وكانت الزيجات تتم عن طريق الوالدين. وقلما سئلت البنت رأيها، وقلما عارضت، فالمفروض أن الحب الذي يولده الزواج والأبوة أقوى على البقاء والدوام من الزواج الذي ينشأ عن الحب. وكانت النساء متواضعات جادات نشيطات. وكانت آداب السلوك الجنسي مرعية كل الرعاية. ولم نسمع بقصص غرام خارج نطاق الزوجية قبل القرن الثامن عشر (٣٢). وكان الرجال، لا النساء، هم الذين يضعون قواعد السلوك، باستثناء سيسيليا ريناتا التي تزوجت من لاديسلاس الرابع ١٦٣٧، والتي أحيت الآثار الإيطالية التي استوردها الفنانون ورجال الدين في أزمنة سابقة. ولويزماري جونزاج التي تزوجها ١٦٤٨، والتي جلبت معها موجة من قواعد السلوك الفرنسية والكلام الفرنسي بقيت حتى القرن العشرين، وكان في الراقصات البولندية رقة مهيبة، حدت برجل فرنس في ١٦٤٧ إلى التحدث في إعجاب عن البولنديات.
ولم يقدر للفنان البولندي أن يلاحق المستوى الذي كان قد وضعه في تستوس في كراكاو ١٤٧٧. ولقد نسجت أقمشة سجسمند الثاني المزركشة في الفلاندرز