للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأرثوذكسية واللاتينية تحت زعامة البابا، رفض بوريس الاقتراح قائلاً: "إن موسكو هي الآن رومة ذات المذهب القديم الحق (الأرثودكسي) ". وجعل الجميع يوجهون الدعوات ويقيمون الصلوات من أجله وهو وحده بوصفه "الحاكم المسيحي على الأرض" (٤٤).

ب- بوريس جودونوف

١٥٨٤ - ١٦٠٥

لم يكن بوريس في الواقع بعد إلا حاكماً فقط. أما القيصر فكان فيودور الأول إيفانوفتش (١٥٨٤ - ١٥٩٨)، الابن الهزيل لإيفان الرابع الرهيب وآخر أفراد "آل روريك" (مؤسس روسيا). وكان فيودور قد شهد موت أخيه الأكبر بضربة شيطانية من أبيه، فلم يشأ أن يتشبث بإرادته أو يعارض في شيء، وانزوى هرباً من مخاطر القصر، منصرفاً إلى العبادة والتبتل، وعلى الرغم من أن شعبه لقبه "بالقديس" فإنه أيقن أنه كانت تعوزه القوة والصلابة ليحكم الرجال. وكان إيفان الرابع قد عين مجلساً لتوجيه الشاب وتقديم النصح والمشورة له. ولكن أحد أعضائه، وهو أخو زوجة فيودور- بوريس جودونوف- سيطر وقبض على زمام الأمور، وأصبح حاكم البلاد.

وكان إيفان الرابع قد خلف من زوجته السابعة والأخيرة، ابناً آخر، هو ديمتري إيفانوفتش الذي كان آنذاك (١٥٨٤) في الثالثة من عمره، ورغبة من المجلس في أن يجنب الطفل أخطار الدسائس- بخلاف دسائسه هو، أي المجلس- أرسل الطفل وأمه للإقامة في أوجليبش، على بعد نحو ١٢٠ ميلاً إلى الشمال من موسكو. وهناك في ١٥٩١ قضى ابن القيصر نحبه بطريقة لم يتم التحقق منها بعد. وتصدت إلى هذه البلدة لجنة للتحقيق في الحادث، يرأسها الأمير فاسيلي شويسكي أحد أعضاء المجلس، وجاء تقريرها يقول بأن الصبي قطع حلقومه في نوبة صرع ألمت به. ولكن أم ديمتري وجهت الاتهام بأنه قتل بأمر من جودونوف (٤٥). ولكن جريمة بوريس لم تثبت قط، ولا تزال مثار جدل بين بعض المؤرخين (٤٦). وأجبرت الأم على الترهب، ونُفي أقرباؤها