(١٦٤٢)، وهناك في غروب شمس الصفويين شاد الشاه حسين (مدرسة أم الشاه) التي قال عنها لورد كيرزون أنها من أفخم أطلال فارس، وثمة مدن أخرى كانت تفاخر بمنشآت جديدة: مثل مدرسة الخان في شيراز، والضريح الضخم لخوجة ربيع في مشهد، والمقبرة المخربة الآن، ولو أنها لا تزال جميلة، وهي مقبرة (قدم جاه) في نيسابور، والجامع الأزرق في أريفان.
وأسس الشاه عباس في أصفهان أكاديمية للرسم، كان مطلوباً من الطلبة فيها-كجزء من برنامجهم، وأن ينسخوا أشهر المنمنمات حيث يغلب جمال التصميم ودقة الرسم على الموضوعات والأشخاص. والآن، وواضح أنه نتيجة لأثر أوربا، استباح الرسامون العلمانيون التحول عن التقليد الإسلامي، برسم منمنمات يبرز فيها إنسان على أنه الفكرة الرئيسية والتسلسل هنا قلب الطراز الإيطالي رأساً على عقب. ففي الرسم في عهد النهضة أهملت المناظر الطبيعية أول الأمر، ثم أصبحت خلفية ثانوية، (وربما باضمحلال النزعة الفردية في ظل الإصلاح المضاد) طغت على الأشخاص. ولكن في التصوير الإسلامي كانت رسوم الأشخاص مستبعدة أول الأمر، ثم أبيحت على أنها شيء ثانوي عارض، وفي المراحل المتأخرة فقط (ربما بنمو النزعة الفردية نتيجة للثروة) طغت رسوم الأشخاص وبرزت في الرسم. ومثل هذا في "مدرب الياز"(٤٦): رجل عظيم يرتدي ثوباً أخضر يعبث بطائر على معصمه مع خليفة أقل بروزا من زهور ذهبية اللون. وفي "شاعر يجلس في الحديقة (٤٧) تكشف كل التفاصيل عن الرشاقة الفارسية المتميزة، وثمة ابتداع آخر في الرسوم الحائطية، التي رأينا مثالاً لها في "شهيل سوتون". ولكن الأساتذة العظام تخصصوا في زخرفة القرآن الكريم، أو تذهيب الآثار الأدبية القديمة مثل الشاهنامة للفردوسي، أو جولستان لسعدي، التي ذهبها "مولانا حسن" البغدادي بماء الذهب.
وتفوق في الرسم في هذه الفترة الصفوية الثانية، رضا العباسي، الذي أضاف