الميثاق الملكي "الشهير" الذي كفل حرية العبادة للبروتستانت في بوهيميا. وبعد عامين نزل رودلف عن العرش لماتياس، ونقل هذا قضية الإمبراطورية إلى فيينا، وترك براغ مغيظة ثائرة. وفي عام ١٦١٧ اعترف الديت البوهيمي بالأرشيدوق فرديناند الاستيري ملكاً على بوهيميا، وكان عدد الكاثوليك يتكاثر في هذا الديت برغم أن البلاد ما زال أغلب أهلها من البروتستانت (١١)، وكان فرديناند هذا قد تعلم على يد اليسوعيين وأقسم أن يستأصل شأفة البروتستانتية إن حكم. واتخذ بروتستانت بوهيميا أهبتهم للحرب.
أما ألمانيا فكانت أخلاطاً من الأمم داخل كيان معقد، كانت اسماً لا شعباً ومزيجاً من إمارات تتفق في لغتها واقتصادها، وتتباين أشد التباين في عاداتها، وحكمها، وعملاتها وعقائدها (١). ولم تعترف أي من هذه الوحدات بسيد عليها إلا الإمبراطور فقط ثم هي تتجاهله خمسين أسبوعاً في السنة. وقد وجد بعض الأجانب عزاءً في انقسام ألمانيا على هذا النحو فكتب سير توماس أوفريري في ١٦٠٩ يقول، لو أنها كانت كلها خاضعة لنظام ملك واحد لكان ذلك
(١) كانت ألمانيا في القرن السادس عشر مقسمة إلى سبع دوائر إدارية: ١ - فرانكونيا: وتشمل ورزبرج، بمبرج، بايريت. ٢ - بافاريا: وتشمل ميونخ، ورجنزبرج (راتسبون) وسالسربرج. ٣ - سوابيا: وتشمل بادن، ستتجارت أو جزبرج ودوقية ورتمبرج. ٤ - الراين الأعلى: ويشمل فرانكفورت (آم مين) وكاسل ودرمستاد ويزيادن ومقاطعة ناسو وإقليم هس ودوقية اللورين وجزء من لاراس. ٥ - الراين الأدنى: ويشمل وستفالياجوليش وكليف والبلاتينات وأسقفيات كولون وتربير وماينز. ٦ - سكسونيا السفلى: ويشمل مكلنبرج وبريمن ومجدبرج ودوقيات برنزويك ولونبرج وهولشتين. ٧ - سكسونيا العليا: وتشمل ليبزج وبرلين ودوقية بوميرانيا الغربية ومقاطعتي سكسونيا وبراندنبرج.