للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد تسلط على كل الناس من جميع الطبقات. فكل من ملك شيئاً يغامر به، يفكر في الإثراء … بشتى أساليب المضاربة، والتعامل في النقود، وعقود الربا، بدلاً من القيام بعمل أمين شاق" (١٣). واستثمر المئات من العاملين مدخراتهم مع أحد بيوت فوجر، أو فيلزر، أو هو خشتيتر المالية، ثم خرجت بيوتهم في إفلاسات متكررة. وفي عام ١٥٧٢ أفلس بنك إخوان لوتيز بعد أن جمع أموالاً طائلة من صغار المستثمرين، فأفقدهم بذلك مدخراتهم بل بيوتهم (١٤). أما بيت فوجرز فقد جلب عليه الخراب إفلاس فيليب الثاني ودوق ألفا اللذين شارك هذا البيت في تمويلهما (١٥). كذلك أفلس بيت فليزر في ١٦١٤ وبلغت ديونه ٥٨٦. ٠٠٠ جولدن. ولعل الخوف من التضخم دفع الناس إلى مثل هذه الاستثمارات، لأن كل أمير ألماني تقريباً كان يسرق من شعبه بتخفيض العملة، ولأن اللذين زيفوا العملة أو اقتطعوا حوافها تكاثر عددهم. فما وافى عام ١٦٠٠ حتى كانت العملات الألمانية تتردى في فوضى شائنة.

وزاد عدد السكان بينما تخلف الإنتاج، ودفع برد الشتاء الناس إلى شفا الثورة. وأكره الفلاحون في جميع الأقاليم-باستثناء سكسونيا وبافاريا على أن يصبحوا أقناناً. وفي بوهرانيا وبراندنبورج وشلزويج وهولشتين وميكلنبورج شرعت القنية (رق الأرض) في سنة ١٦١٦ أو بعد (١٦) وقد تساءل كاتب في سنة ١٩٥٨ "ترى في أي أرض ألمانية ما زال الفلاح الألماني يتمتع بحقوقه القديمة؟ وأين يتاح له أي انتفاع أو ربح من الحقول أو المراعي أو الغابات المشاعة؟ وأين يتوقف عدد الخدمات أو الالتزامات الإقطاعية؟ وأين يجد الفلاح محكمته الخاصة؟ ألا فليسبغ الله عليه رحمته (١٧) وذهب الكثير من الفلاحين للعمل في باطن الأرض، ولكن أباح التعدين وأجوره الحقيقية تضاءلت حين دخلت الفضة الأمريكية ألمانيا لتنافس المعدن المستخرج بشق الأنفس من عروق معدنية مستهلكة. أما في المدن فإن زمالة النقابات القديمة أفسحت الطريق لاستغلال أرباب الصناعات لعمال اليومية. وكان يوم العمل في بعض الصناعات يبدأ في الرابعة صباحاً وينتهي في السابعة مساءً، يتخلل ذلك