بدأت سوق فرانكفورت للكتاب تنشر كل نصف عان قائمة بالمطبوعات. "وشجعت الجماعات الأدبية الشعر والدراما"، ولكن الأدب كانت تخنقه الرقابة المدنية والكنيسة. فقد أجمع القادة اللوثريون والكلفنيون والكاثوليك على أن المؤلفات التي تعد ضارة بالحكومة. أو المذهب الرسمي، أو الآداب العامة يجب حضرها. ومن عجب أن مجموعة الكتب التي حرمتها السلطات البروتستانتية فاق تلك التي أدانتها كنيسة روما (٣٢). واضمحل العلم لأن الحقيقة شوهتها حدة الجدل. وآية ذلك أن ماتياس فلاكيوس الليريكوس ومساعديه صنفوا تاريخاً للكنيسة المسيحية في ثلاثة عشر مجلداً من القطع الكبير. ولكن "قرون مجد بورخ"، وهو الاسم الذي انتهى الناس إلى إطلاقه على كتاب "تاريخ الكنيسة المسيحية"(١٥٥٩ - ١٥٧٤) نسبة إلى مكان تأليفه وإلى تقسيمه حسب القرون-هذا الكتاب كان متحيزاً لكتب التاريخ الكاثوليكية الصادرة في ذلك العهد، يوم كان كل كتاب سلاحاً في القتال. مثال ذلك أن البابا جريجوري السابع صوره هؤلاء المقاتلون أشد وحشية من كل ما ولد من الوحوش. وزعموا أنه قتل عدة باباوات قبل أن يرتقي "كرسي الوباء"(٣٣). أما أروع التواريخ الرسمية الألمانية-في جيله فكتاب يوهان سلايدانوس الذي روى قصة الإصلاح الديني:"الأحوال الدينية والمدنية في عهد الإمبراطور شارل الخامس"(٥٥٥)، وقد بلغ من الإنصاف مبلغاً لم يترك مجالاً-حتى لملانكوف-أن يغتفر له أي تحامل فيه.
وبعد الكتب المحشوة بالمطاعن كانت الدراما أكثر أشكال الأدب شعبية وقد استخدم البروتستنت والكاثوليك المسرح لبث الدعوة؛ فسخرت التمثيليات البروتستانتية بالبابا سخرية مريرة، واختتمت عادة بزجه في الجحيم وأخرج معلمو الموسيقى بسويسرا تمثيليات عن آلام المسيح والقيامة. والدينونة الأخيرة ابتداءً من ١٥٤٩، وشارك في التمثيل أحياناً ٢٩٠ ممثلاً.