ومثلت مسرحية آلام "أوبرامير جاو" أول مرة في ١٦٣٤ وفاء بنذر نذر خلال طاعون ١٦٣٣. وكانت تعاد كل عشر سنوات، ويستمر عرضها من الساعة الثامنة والنصف صباحاً إلى السادسة مساءً، يتخلل ذلك استراحة ساعتين في الظهيرة. وقد دخل الممثلون الإيطاليون ألمانيا عام ١٥٦٨، ثم تلاهم الهولنديون والفرنسيون والإنجليز. وسرعان ما أحلت هذه الفرق التمثيلية عروض المحترفين محل العروض الخاصة، وقد أثارت الكثير من الشكاوى بسبب فحشها الذي در عليها الربح الوفير.
وحظي بشعبية فاقت حتى شعبية الممثلين ناقد ألزاسي هجاء، فيه فحولة وله كفايات متعددة، يدعى يوهان فيشارت فبعد أن تقمص في مرح روح عصره، أصدر سلسلة من التقليدات الساخرة ضد الكاثوليكية، بلغت في تدميرها الذكي مبلغاً جعله بعد قليل أروج كاتب في ألمانيا، ففي كتابه "خلية النحل الرومانية المقدسة الهائلة" هاجم (١٥٧٩) تاريخ الكنيسة، وعقيدتها، واحتفالاتها، وكهنتها، في كاريكاتور عنيف، فكل الأديار الكاثوليكية عنده مراتع للفجور والإجهاض، والكنيسة في زعمه قضت بأن "للكهنة" أن يستعملوا زوجات غيرهم في غير حرج، وقد وجدت ستة آلاف من رؤوس الأطفال في بركة قرب دير الراهبات، وهكذا دواليك (٣٤). وفي هجاء آخر سماه "القبعة اليسوعية الصغيرة" سخر من قبعة اليسوعيين ذات الزوايا الأربع وندد بكل أساليبهم وأفكارهم. وفي عام ١٥٧٥، نشر فيشارت، بعنوان مرح في ثمانية سطور، ترجمة مزعومة، هي في حقيقة الأمر تقليد وتوسيع لكتاب رابليه "جارجانتوا"، وقد هزأ الكتاب بجميع نواحي الحياة الألمانية-كظلم الفقراء، وسوء معاملة التلاميذ، ونهم الألمان وسكرهم، وزناهم وفسقهم، كل ذلك في خليط من الأساليب ومن اللهجة الألزاسية، متبل بالبذاءة والظرف. ومات فيشارت في الثالثة والأربعين بعد أن أفرغ ما في جعبته من ألفاظ.