للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عاصمته بالعمارة، وجمع التماثيل في "الانتكواريوم" (١)، وهو أول متحف للتماثيل القديمة شمال الألب.

وفي ١٦١١ - ١٦١٩ بنى معماري هولندي للدوق مكسمليان الأول في ميونخ "المقر" الذي ظل قروناً بيتاً لأدواق بافاريا وناخبيها وملوكها. وقد أسف جوستاف أدولف لأنه لم يستطع أن ينقل إلى استكهولم ذلك المثال المحبب من عمائر فترة الإصلاح البروتستانتي المتأخرة في ألمانيا. أما اليسوعيون فقد شيدوا بطراز الباروك، على طريقتهم التي تعنى بالزخرفة والتنميق، كنائس بديعة في كوبلنز، وديلنجن، وكنيسة هوف (كنيسة القديس ميخائيل) بميونيخ وصمم سانتينو سولاري كاتدرائية سالزبورج، على طراز أكثر بساطة وفخامة، قبيل اندلاع حرب الثلاثين ببضع سنين.

وإذ كان الأمراء قد استولوا على معظم الثروة الكنسية في ألمانيا البروتستانتية، فإن العمارة فيها لم تعد كنيسة بل مدينة، وأحياناً عمارة قصور. وبنيت القلاع الضخمة، كقلعة هايلينجبرج في بادن، المشهورة بسقفها المصنوع من الخشب الزيزفون المنقوش، في قاعتها المعروفة بالريتزرال (أي صالة الفرسان)، وقلعة أشافينبورج على الماين، وقلعة هايد ليبرج، التي ما زالت مشهداً من مشاهد ألمانيا الكبرى. وأقيمت دار بلدية "راتهاوس" الفاخرة لتضم إدارة البلدية في لوبك وقلاع بادريون، وبريمن، وروتنبورخ واجزبورج ونورمبرج وجراتز. وعهد تجار المنسوجات في أجزبورج إلى الياس هول، كبير معماري المدينة، ببناء قاعتهم "تزويج هاوس" أي قاعة الأقمشة. كذلك بنت بريمن قاعة للغلال "كورنهاوس"، وفرانكفورت قاعة للملح "زالتسهاوس" لتجار الغلال والملح على التوالي، ولكن من كان يتوقع أن يبتنى الخل لنفسه بيتاً رفيع الذوق كقاعة الخل "ايسيجهاوس"؟.


(١) هذا المتحف وغيره من المنشآت الموسومة بعلامة نجمية في هذا القسم دمرت أو لحق بها ضرر بليغ في الحرب العالمية الثانية.