وارتفعت الآن، وفي الأعوام المائة والخمسين التالية، القصور في كل مكان بألمانيا لتأوي الأمراء الظافرين، وقد بنيت بطراز الباروك اللولبي البهيج. ومن ذلك أن حاكم "أنسباخ بايرويت" أنفق ٢٣٧٠٠٠ فلورين (٣٠. ٠٠٠. ٠٠٠ دولار؟) على قصر بلاسنبورج الذي يملكه، في إمارة من أفقر إمارات الإمبراطورية. وأرفع من هذا القصر ذوقاً "القصر الأميري الذي أعد لرؤساء أساقفة ماينز. وتبدو عمارة بيوت هذه الفترة بهية إلى حد خلاب سواء في تقاليدها أو رسومها، غير أن طبيباً ساخطاً وصف البيوت الألمانية في ١٦١٠ بأنها تتألف من حجرات قذرة مظلمة خبيثة الرائحة قل أن يدخلها الهواء النقي (٣٦)، ومع ذلك فإن داخل البيت في المدينة كان الموطن الحقيقي لفنون ألمانيا الصغيرة، فقد حفل بالزخارف التي أبدعتها أيد ماهرة كالحشرات الخشبية والسقوف المنقوشة، والأثاث المتين المنقوش والمطعم، والدرابزينات الحديدية المشغولة، والأقفال والقضبان المنصوبة في أشكال فخمة، وتماثيل العاج الصغيرة، وأقداح الشراب الفضية أو الذهبية. لقد كان ساكن المدينة الألماني لا يشبع من الزخارف في بيته.
وازدهر الحفر، لا سيما على النحاس، في ألمانيا حتى خلال الحروب. واستهل لوكاس كيليان وأخوه فولفجانج، حوالي ١٦٠٠، عهد أسرة موهومة من الحفارين اتصل نشاطها طوال القرن السابع عشر بفضل ولدي فولفجانج، وهما فيليب وبرتلماوس، وامتد حتى ١٧٨١ بفضل أبناء حفدة فيليب. على أن النحت الألماني أضرت به المحاولات التي بذلها النحاتون لتقليد الأشكال الكلاسيكية الدخيلة على الطبيعة والمزاج الألمانيين. وكان الحفارون الوطنيون، إذا أرسلوا أنفسهم على سجيتها، يبدعون تحفاً من أرفع طراز، مثال ذلك مذبح الكنيسة الأوسط، والمذبحان الجانبيان، التي حفرها في الخشب هانزديجلر لكنيسة أولتريش في أوجزبورج، أو التماثيل السبعون التي نقشها ميخائيل هونيل لكاتدرائية جورك بالنمسا. ومن المعالم البارزة في هذا العصر