نافورات الماء العجيبة التي استلهمت المثل الإيطالية، كنافورة "فيتلسباخر" المقامة أمام الرزيدنتز "بميونخ" و"نافورة الفضيلة"(توجندبرونن)، أمام كنيسة لورنز في نورمبرج.
حين نمى إلى روبنز أن آدم الزهايمر قد مات لتوه (١٦١٠) وهو بعد في الثانية والثلاثين قال "خليق بهذا الخطب أن يغرق مهنتنا في حزن عميق، فلن يكون من السهل تعويضه، إذ محال في رأيي أن يكون له نظير في (رسم) الصور الصغيرة والمناظر الطبيعية، وأشياء أخرى كثيرة"(٣٧). وقد ولد آدم هذا في فرانكفورت ثم قصد إيطاليا وهو في العشرين، وبعد أن أقام في البندقية ردحاً من الزمن انفق ما بقي من عمره في روما. وقد تضرع روبنز إلى الله "أن يغر لآدم خطيئة الكسل"، ولكنا لا ندري أهو الكسل، الذي جعل الزهايمر يقصر فنه على الرسوم الصغيرة على الأطباق النحاسية، إذ لا يمكن أن يكون الكسل هو الذي جعله يضفي على مناظر الطبيعة ذلك الصقل الدقيق الذي نراه في "الهروب إلى مصر (٣٨) " أو ذلك التجسيد للضوء والهواء الذي جعل منه على حدوده المتواضعة، "رميرانتا" قبل رميرانت. ويلوح أنه كان يجزى جزاءً طيباً على فنه، ولكنه جزاء لا يكفي لإشباع حاجاته وميوله. وقد أفلس، وسجن بسبب دينه، ثم مات عقب الإفراج عنه.
كان الرسم على الزجاج فناً أثيراً في هذا العصر، في زيوريخ وما زال أولاً، ثم في ميونخ، وأوجزبورج، وأصبحت النوافذ في الأديار والمنازل غنية بالألوان كأنها نوافذ كنيسة من العصر الوسيط وظهر نقش الزجاج في بواكير القرن السابع عشر في نورمبرج وبراغ. واشتهرت أسرة هيرشفوجل بنورمبرج بالزجاج والخزف الفنيين. وأدفأت كولونيا وزيجبورج قلوب الألمان بالأباريق والكيزان الأنيقة النقوش، وكثيراً ما كانت المواقد تحاط بفخار مزجج بالألوان. ولم يكن للألمان قريع في أشغال الخشب والعاج والحديد والأحجار الكريمة والمعادن النفيسة. وكان