للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنهزم كان يخلف ميراثاً من الكراهية، مثال ذلك أنه في ١٥٨٥ طرد الكونت فولفجانج حاكم أيزنبورج رونيبورج جميع الموظفين اللوثريين في إقليمه وأحل الكلفنيين محلهم، ولكن أخاه وخليفته الكونت هنري أنذر الوعاظ الكلفنيين في ١٥٩٨ بأن عليهم أن يرحلوا خلال أسابيع برغم البرد القارس، وفي ١٦٠١ ولي الكونت فولفجانج أرنست، فطرد الوعاظ اللوثريين وأعاد المذهب الكلفيني. وحدث مثل هذا الإحلال للكلفنيين محل اللوثريين في انهالت (١٥٩٥)، وهاناو (١٩٥٦، وليي ١٦٠٠). وفي بزوسيا الشرقية أعدم يوهان فونك المتهم بميوله الكلفنية في سوق كونيجزيزج وسط تهليل الجماهير (١٥٦٦) (٣٩). كذلك أعدم المستشار نيقولا كربل في درسدن (١٦٠١) لتوجهه الطقوس اللوثرية وجهه كلفنية، ولتأييده للهيحونوت للفرنسيين (٤٠).

وفي ٦٠٤ أعتنق الشريف موريس حاكم هيس-كاسل المذهب الكلفني، ثم فرضه في ١٦٠٥ في هذا الإقليم وفي هيس العليا، وهزم جنوده حشداً من اللوثريين المقاومين وحطموا الصور في الكنائس، أما الوعاظ الذين أبوا التحول من المذهب اللوثري إلى الكلفني فقد نفوا (٤١). وفي أمارة براند نبورج الناخبة قام نزاع عنيف اللوثريين والكلفنيين حول خبز القربان المقدس، وهل يتحول حقيقة بعد تقديسه إلى جسد المسيح وأخيراً قضت الحكومة بأن الكلفنية هي المذهب الحق (١٦١٣ وما بعدها) (٤٢).

ووسط تذبذبات الحقيقة هذه احتدم ذلك "السعار اللاهوتي" كما سبق أن سماه ملانكتون-احتداماً لم يعرفه التاريخ من قبل ولا من بعد، إلا فيما ندر. من ذلك أن راعياً لوثرياً يدعى نيفاندر (١٥٨٣) عدد أربعين خصيصة من خصائص الذئاب، وزعم أنها بالضبط السمات المميزة للكلفنيين ثم وصف الميتات الرهيبة التي لقيها أعداء اللوثريين، وقال بأن