المراحل التي رقى فيها الأرشيدوق إلى صولجان السلطان. ومن ١٦١٩ وما بعدها أقرض الإمبراطور مبالغ ضخمة تكاد تسد نفقات العرش-على سبيل المثال مائتي ألف جلدن في ١٦٢١، وخمسمائة ألف في ١٦٢٣. ولم يحصل على أية ضمانات لهذه القروض، ويكفيه أنه كان يملك ربع بوهيميا، ويستطيع أن يحشد جيشاً متى شاء، ويتولى قيادته بمهارة فائقة. وفي ١٦٢٤ عندما تحكم الفرنسيون والبنادقة في ممرات فالتللين، ولم يعد في مقدور الجنود والمؤن الأسبانية الوصول من إيطاليا إلى النمسا، عرض فالنشتين تجنيد خمسين ألف رجل ووضعهم في خدمة الإمبراطور. فتردد فرديناند لما يعلم من غرام فلنشتين بالقوة والسلطة ولكن تللي في ١٦٢٥ تعالت صيحاته يطلب المدد فكلف فرديناند فالنشتين بتجنيد عشرين ألف رجل. وفي سرعة مذهلة سار هذا الجيش إلى سكسونيا السفلى، كامل العتاد، حسن النظام والانضباط، يحب قائده إلى حد العبادة، ويعيش على ما يسلبه من الريف.
وصد فالنشين مانسفيلد في دسو، وهزم تللي كريستيان الرابع في لتر (١٦٢٦) وقضى منسفيلد نحبه، ووجد كريستيان جيشه الذي يتناقض عدده عاجزاً متمرداً. وأقصمت عرى التحالف الكبير الذي كان ريشليو قد شكله نتيجة لحقد جوستاف أدولف على كريستيان الرابع، وإعلان إنجلترا الحرب على فرنسا، وحملة بكمنجهام لمساعدة الهيجونوت في لاروشيل. فكان على ريشليو أن يسحب قواته من ممرات فالتللين، التي عادت الآن مفتوحة أمام النمسا وأسبيان. وتقدم فالنشين الذي يزداد جيشه عدداً يوماً بعد يوم، إلى براندبرج وأرغم ناخبها جورج وليم على إعلان الولاء للإمبراطور، واندفع نحو دوقية كريستيان نفسه. وهي هولستين، وتيسر له القضاء على كل مقاومة في غير عناء. وفي نهاية ١٦٢٧ كانت الأجزاء الداخلية من الدنمرك في قبضته.
ووسع هواء البلطيق الملح من خطط فالنشتين، فالآن وقد دان كل الساحل الشمالي الألماني تقريباً، ومعظم أرض الدنمرك، للإمبراطور، فلم يبنى بحرية