للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إمبراطورية، ويحي "الهانسا"، وبالتحالف مع بولندة الكاثوليكية يمد سلطان الإمبراطور على بحر البلطيق وبحر الشمال، ومن ثم لا يعود الهولنديون والإنجليز قادرين على الإتيان بالخشب من ثغور البلطيق عبر مياه السوند ليشدوا أساطيلهم؛ ويتحكموا في بحر الشمال وتجارته ويسدوا القنال في وجه الأسبان أن امتلاك الإمبراطور للبلاتينات مكنه من السيطرة على نهر الراين. ومن ثم يكون الطريق مسدوداً أمام البولنديين في النهر والبحر، فتنهار قوتهم وثروتهم العتيدة. ولسوف يصبح جوستاف أدولف محصوراً في شبه جزيرة أسكنديناوة وفي ١٦٢٧ كان فالنشتين بالفعل يعد نفسه ليكون أمير البحر في المحيط وفي البلطيق.

ولم ينظر الأمراء الألمان بعين الرضا إلى انتصارات فالنشتين. ذلك أنهم رأوا أنه بينما نقص جيش العصبة الكاثوليكية بقيادة مكسيمليان البافاري وكونت تللي إلى نحو ٢٠ ألف رجل، فإن فالنشتين تولى أمرة قوات بلغ عددها ١٤٠ ألفاً. كما أنه لا يعترف بأية مسئولية إلا أمام الإمبراطور وحده ومادام الإمبراطور مطمئناً إلى وجود جيشه من خلفه، ففي مقدوره أن يحد من "حريات" الأمراء. والحق أن فالنشتين ربما كانت تراوده فكرة القضاء على الملكيات الإقطاعية وتوحيد ألمانيا بأسرها في دولة قوية واحدة. كما كان يفعل ريشليو في فرنسا، وكما كان على بسمارك أن يفعل بعد ذلك بمائتين وأربعين عاماً.

ولدى اجتماع الناخبين الإمبراطوريين في مولها وزن، في شتاء ١٦٢٧ - ١٦٢٨، تبادلوا الرأي فيما يراودهم من آمال وما يساورهم من مخاوف. ومال الناخبون الكاثوليك إلى تأييد فالنشتين، ثقة منهم بأنه سوف يقتلع البروتستانتية من جذورها ويقضي عليها في مهدها الأول. ولكن عندما أطاح فرديناند بدوق مكلنبرج البروتستانتي، ونقل الدوقية إلى فالنشتين (١١ مارس ١٦٢٨) فإن الأمراء الكاثوليك أنفسهم تولاهم الجزع من استئثار الإمبراطور بسلطة