سبقت قدوم المسلمين، قد أنتج آيات روائع على الرغم من أن خضوعه لفن العمارة وللدين قد حدد خطاه، وإن يكن مصدر وحي له في الوقت عينه، فالتمثال الجميل الذي يصور "فشنو" والذي جاء من "سلطانبور"(٤٧) وتمثال "بادماباني" الذي أجيدت صناعته بأزميل الفنان (٤٨) وتمثال "شيفا" الضخم ذو الوجوه الثلاثة "الذي يسمى عادة تريمورتي" الذي نحت نحتاً عميقاً في كهوف "إلفانتا"(٤٩) والتمثال الحجري الذي تكاد تحسبه من صنع "براكسيتي" والذي يعبده الناس في "نوكاس" باعتباره الإله "روكميني"(٥٠) وشيفا الراقص الرشيق- أوناتاراجا- المصنوع من البرونز بأيدي الصناع الفنانين في تانجور (٥١) وتمثال الغزال الجميل المنحوت من الحجر، وفي "مامالابوارم"(٥٢) و "شيفا" الوسيم في "برور"(٥٣) - هذه كلها شواهد على انتشار فن النحت في كل إقليم من أقاليم الهند.
واجتازت هذه البواعث نفسها وهذه الأساليب نفسها، حدود الهند الأصلية حيث كان من أثرها أن أنتجت آيات فنية في تركستان وكمبوديا وجاوه وسيلان وغيرها؛ ويستطيع طالب الفن أن يجد أمثلة لذلك، هذا الرأس الحجري- ويظهر أنه رأس غلام- الذي احتفره من رمال خوتان "سير أورل شتاين" وصحبه (٥٤) ورأس بوذا الذي جاء من سيام (٥٥) وتمثال "هاريهارا" في كمبوديا الذي يتميز بدقة تشبه دقة المصريين في تماثيلهم (٥٦) والتماثيل البرونزية الرائعة في جاوه (٥٧) ورأس شيفا الذي جاء من "برامبانام" والذي يشبه الفن في جاندهارا (٥٨)؛ وتمثال المرأة البالغ حداً بعيداً في جماله واسمه "براجناباراميتا" وهو الآن في متحف ليدن؛ وتمثال "بوذيساتاوا" الذي بلغ ذروة الكمال وهو في متحف "جلبتوثك" في "كوبنهاجن"(٥٩) وتمثال بوذا الهادئ القوي (٦٠) وتمثال "أفالوكتشفارا"(ومعناها السيد الذي يصوب نظره إلى الناس مستصغراً مشفقاً) وهو تمثال أجيدت صناعته بالأزميل (٦١) وكلا هذين الأخيرين من المعبد العظيم في جاوه الذي يسمى "بوروبودور"