لمتوسط بعده عن الشمس (مثال ذلك. أن زمن دورة المريخ يمكن إثبات أنه ١. ٨٨ من زمن دورة الأرض، ومربع هذا هو ٣. ٥٣ والجذر التكعيبي لهذا هو ١. ٥٢، أي أن متوسط المسافة بين المريخ والشمس يصبح ١. ٥٢ من المسافة بين الأرض والشمس. وكان كبلر أن يبتهج أيما ابتهاج لوضعه دوران الكواكب بمثل هذا الترتيب والانتظام إلى درجة أنه شبه كل سرعة في المدار بنغمة على السلم الموسيقي، وانتهى إلى أن الحركات مجتمعة شكلت "تناغم النجوم" الذي لا تسمعه، على أية حال، إلا "روح" الشمس. ومزج كبلر عمله بالتصوف موضحاً مرة أخرى مقالة جوته الكريمة. إن عيوب الإنسان هي أخطاء زمانه، على حين أن فضائله هي من عنده. ويمكن أن نغتفر غروره حين كتب في مقدمة "تناسق الكون".
أن ما وعدت به أصدقائي في عنوان هذا الكتاب … وما أثرته منذ ١٦ عاماً كموضوع يستحق البحث. وهو الذي من أجله انضممت إلى تيكوبراهي … وهو الذي خصصت له أحسن سني حياتي .... قد أخرجته اليوم إلى النور … لم تمضِ بعد ثمانية عشر شهراً حين سقطت الشمس المشرقة على … لن يعوقني شيء، سوف أطلق العنان لثورتي المقدسة … إذا غفرتم لي فلسوف أبتهج .. ولئن غضبتم فلسوف أحتمل غضبكم … سبق السيف العذل. لقد وضع الكتاب، وليس يهمني كثيراً أن يقرأ الآن، أو أن تقرأه الذراري والأعقاب، ولم لا ينتظر قرناً ليجد قارئاً، كما انتظر "الله" الإله ستة آلاف عام حتى وجد مستكشفاً (٧٣).
وفي "خلاصة فلك كوبرنيكس"(١٦١٨ - ١٦٢١) أوضح كبلر كيف أن قوانينه أيدت وشرحت وأصلحت من نظرية كوبر نيكس، فقال "لقد شهدت من أعماق نفسي بأنها صحيحة، وإني لأتأمل جمالها في ابتهاج غامر لا يكاد يصدق (٧٤) " ووضعت الرسالة في عداد الكتب المحظورة لأنها نمت