ومعلميها، وصبيتها، وعمالها اليوميين، تؤلف نقابة تنظمها الحكومة من حيث المعاملات، والأسعار، والأجور والبيوع. وأرسى المعايير الرفيعة لكل صناعة أملاً في كسب الأسواق بجودة التصميم والصقل في المنتجات الفرنسية. وقد آمن هو ولويس بأن التذوق الأرستقراطي للأناقة يدعم الحرف الكمالية ويحسنها، ومن ثم وجد الصاغة، والنقاشون، ونجارو الأثاث، ونساجو الأقمشة المرسومة، كلهم وجدوا العمل والحافز والصيت البعيد.
وأمم كولبير مصنع جوبلان في باريس تأميماً تاماً، وجعله نموذجاً في الأسلوب والتنظيم. وشجع المشروعات الجديدة بالإعفاءات الضريبية، والقروض التي تمنحها الدولة، وخفض سعر الفائدة إلى ٥%، وسمح باحتكار الصناعات الجديدة إلى أن ترسخ أقدامها. وقدم الحوافز لمهرة الصناع الأجانب حتى يجلبوا مهاراتهم إلى فرنسا، فاستوطن صناع الزجاج البنادقة في سان-جوبان؛ وجلب صناع المشغولات الحديدية من السويد، وأنشأ بورتستنتي هولندي في أبفيل صناعة القماش الرفيع بعد أن كفل له حرية العبادة ورأس المال الذي أقرضته إياه الدولة. فما وافى عام ١٦٦٩ حتى بلغ عدد الأنوال في فرنسا ٤٤. ٠٠٠ وكان في تور وحدها ٢٠. ٠٠٠ نساج. وقد زرعت فرنسا أشجار توتها، وكانت آنئذ مشهورة بأقمشتها الحريرية. وتضاعف النسيج لتلبي حاجة جيوش لويس الرابع عشر المتزايدة. وهكذا اتسعت الصناعات الفرنسية سريعاً بفضل هذه الحوافز. وأنتج الكثير منها لسوق قومية أو دولية، وبلغ بعضها مرحلة رأسمالية في الاستثمار، والتجهيز، والإدارة. وصادفت رسالة التصنيع التي آمن بها كولبير هوى في نفس الملك، فتفقد الورش، وسمح بأن تختم المنتجات الفاخرة بخاتم السلاح الملكي، ورفع من قدر رجال الأعمال الاجتماعي، وخلع ألقاب الشرف على كبار المقاولين.
وشجعت الدولة التعليم العلمي والتقني أو وفرته للشعب. وغدت الورش