للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي حدا بلويس إلى حظر إذاعة التحقيق (٧٥). وأحرقت لافوازان حية (١٦٨٠).

ويدخل في أخلاق الأفراد انحرافاتهم العادية. وقد نص القانون على عقاب للواط بالإعدام، وما كانت أمة تتخذ أهبتها للحرب، وتدفع الإعانات على الأطفال، لتسمح بانحراف الغرائز الجنسية عن جادة الأنسال، ولكن مطاردة أمثال هؤلاء المنحرفين كانت عسيرة في وقت كان فيه شقيق الملك لوطياً يشار إليه بالبنان، ويأنف القوم من ازدرائه ولكنهم يرونه فوق القانون. أما الحب بين الجنسين فقد تقبلوه على أنه تخفف رومانسي من أعباء الزواج، لا مبرر يدعو للزواج. وقد رأوا أن اقتناء الثروة. أو حمايتها، أو نقلها، أهم في الزواج من محاولة الإبقاء على عواطف الساعة العابرة طوال العمر. ولما كانت معظم زيجات الطبقة الأرستقراطية لا تعدو أن تكون ترتيباً لتنظيم الملكية، فإن المجتمع الفرنسي أغضى عن التسري، فكان لكل قادر تقريباً خليلة، وكاد الرجال يفاخرون بغرامياتهم مفاخرتهم بمعاركهم الحربية. أما المرأة فتشعر أنها مهجورة منبوذة إذا لم يلاحقها الرجال سوى زوجها، وكان بعض الخائنين من الزواج يغضون عن خيانات زوجاتهم. يقول شخص في مسرحية لموليير: "أفي الدنيا كلها بلد آخر يبلغ فيه صبر الأزواج مبلغه في هذا البلد (٧٦)؟ " في هذا المناخ الكلبي نشأت أمثال لاروشفوكو. وكان القوم يحتقرون البغاء إذا تجرد من الكياسة، ولكن امرأة كنينون دلانكلو، جملته بالأدب والظرف، استطاعت أن تحظى بشهرة تداني شهرة الملك.

كان أبوها نبيلاً حر الفكر، ومبارزاً بارعاً. وكانت أمها شديدة الحرص على الفضيلة، ولكنها (إذا صدقنا ابنتها) "مجردة من مشاعر الحس … وقد ولدت ثلاثة أطفال وهي لا تكاد تلحظ الأمر (٧٧) ". ومع أن نينون لم يتح لها التعليم المنهجي، فإنها التقطت من المعارف قدراً