للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التماس نصيحة المشعوذات في أمر الأشربة السحرية وغيرها من الوسائل للاحتفاظ بحب الملك، ولكن القصة التي زعمت أنها دبرت تسميمه أو تسميم غريماتها هي في أغلب الظن أسطورة روجها أعداؤها (١١٣).

وقد جنى عليها أطفالها. ذلك أنها احتاجت إلى شخص يرعاهم، وزكى لها بعضهم مدام سكارون، فاستخدمتها، ولاحظ لويس حسن المربية وهو يختلف لرؤية أطفاله. أما مدام سكارون هذه، واسمها قبل الزواج فرنسواز دوبينيه، فكانت حفيدة تيودور أجريبا دوبينيه، المساعد الهيجونوتي لهنري الرابع، وقد ولدت بسجن بنيور في بواتو، حيث كان أبوها يقضي فترة من فترات سجنه الكثيرة عقاباً له على جرائم مختلفة، وعمدت كاثوليكية، وربيت بين الفوضى والفقر المخيمين على أسرة منقسمة. وعطف عليها بعض البروتستانت وأطعموها وثبتوها في العقيدة البروتستانتية تثبيتاً جعلها تولى ظهرها للمذبح الكاثوليكي. فلما بلغت التاسعة أخذها أبوها إلى المارتنيك حيث أشرفت على الموت لصرامة التأديب الذي أدبته أمها. ومات الأب بعد عام (١٦٤٥)، فعادت الأرملة وأطفالها الثلاثة إلى فرنسا. وفي ١٦٤٩ أودعت فرنسواز ديراً للراهبات بعد أن عادت إلى الكاثوليكية، وكانت تناهزت الرابعة عشرة آنئذ، وتكسب قوتها بأداء الأعمال الحقيرة. ولهلنا ما كنا لنسمع بها قط لولا أنها تزوجت بول سكارون.

وما بول هذا فكان كاتباً مشهوراً، وظريفاً لا معاً، مشلولاً شللاً كاد يكون تاماً، مشوهاً تشويهاً بشعاً. وإذ كان ابناً لمحامٍ نابه، فقد توقع النجاح في حياته العملية، ولكن أباه الأرمل تزوج ثانية، ونبذت الزوجة الجديدة بول، فلم يظفر من أبيه إلا بمعاش ضئيل لا يكفيه إلا للترفيه ليلة عن ماريون ديلورم وغيرها من النبيلات. ثم أصيب بالزهري، وأسلم نفسه لأحد الدجالين، وتعاطى العقاقير القوية التي أتلفت جهازه العصبي. وأخيراً اشتد به الشلل حتى كاد يعجز إلا عن تحريك يديه. وقد وصف نفسه في هذه