كانت في شبابها. ولم تبلغ عبارة نيكول العلنية التالية هذا المبلغ من الرقة والحنو، وكان قد علم راسين في البور-رويال:
"كل الناس يعرفون أن هذا السيد قد كتب .. تمثيليات للمسرح … وهذه المهنة في نظر ذوي العقول الراجحة ليست في ذاتها مهنة شريفة جداً، ولكن إذا نظرنا إليها في ضوء الدين المسيحي وتعليم المسيح كانت في الحق مهنة رهيبة. فالروائيون تجار سموم يقتلون نفوس الناس لا أجسادهم (٨) ".
وأجاب كل من كورنيي وموليير وراسين على هذا الاتهام على حده، وكان في جواب راسين من العنف الغضب مل جعله يندم عليه أشد الندم في سنوات لاحقة.
وتلا خصامه مع البور-رويال خصام مع موليير بعد قليل. ففي ديسمبر ١٦٦٥ قدمت فرقة موليير تمثيلية راسين الثالثة "الإسكندر"، وكان موليير كريماً كعادته، فهو عليم بأن راسين لم يعجب به ممثلاً تراجيدياً، وأن المؤلف الشاب يهيم بأجمل ممثلاته وإن لم تكن أكفأهن، لذلك أخرج نفسه والمرأتين بيجار من شخصيات المسرحية، وأعطى الدور النسائي الأول لتريز دبارك، ولم يظن بمال على الإخراج. وقد لقيت استقبالاً حسناً، ولكن راسين لم يرض عن التمثيل. فرتب حفلة خاصة مثلت الفرقة الملكية فيها المسرحية، وحمله سروره بهذا التمثيل على سحبها من موليير وإعطائها لهذه الفرقة المنافسة. وأقنع الآنسة دبارك التي أصبحت عشيقته بأن تترك فرقة موليير وتنضم إلى الفرقة الأقدم، وعرضت المسرحية في مكانها الجديد بالأوتيل دبورجون ثلاثين مرة في أكثر قليلاً من شهرين. ولم تكن من روائع راسين، ولكنها وطدت مكانته خلفاً لكورنيي، وأكسبته صداقة الناقد بوالو المرشدة. فحين قال له راسين مفاخراً "إنني أنظم شعري في يسر مدهش "أجابه بوالو" أريد أن أعلمك كيف تنظمه في عسر (٩) ". ومنذ ذلك الحين علم الناقد العظيم الشاعر قواعد الفن الكلاسيكي.