الأشياء، وأرشدهم إلى روح الله ونعمته فيهم أنفسهم، وإلى نور المسيح في قلوبهم (٦١).
وفي سوورثمور في يوركشير حول إلى مذهبه مرجريت فل، ثم زوجها القاضي توماس فل، وأصبحت دارهما، قاعة سوورثمور، أول مركز أساسي لاجتماع الكويكرز، وهو إلى يومنا هذا مزار يحج إليه الأصحاب.
وليس علينا أن نتبع قصة فوكس إلى أبعد من هذا. وكانت أساليبه فجة غير ناضجة ولكنه عوض بما تذرع به من صبر وجلد في ملاقاة سلسلة الإعتقالات والصدمات العنيفة، وهاجمه البيوريتانيون والمشيخيون والأنجليكانيون، لأنه نبذ الأسرار المقدسة والكنائس والقساوسة. وأرسل الحكام الكويكرز إلى السجون، لا لأنهم انتهكوا حرمة العبادات العامة وأغروا الجنود بالكف عن الاشتراك في الحرب، فحسب، بل كذلك لأنهم رفضوا تأدية يمين الولاء للحكومة. واحتج الكويكرز بأن اليمين أيا كانت عمل غير أخلاقي، ويكفي القول (بنعم) أو (لا). وتعاطف كرومول مع الكويكرز، واجتمع مع فوكس في لقاء ودي (١٦٥٤) وقال له عند انصرافه: "تعال إلي ثانية أننا، أنت وأنا، لو اجتمعنا ساعة من نهار، لاقترب الواحد منا من الآخر"(٦٢). في ١٦٥٧ أصدر (حامي الحمى) توجيهاته بالإفراج عن المسجونين من الكويكرز، كما أصدر تعليماته إلى القضاة بأن يعاملوا هؤلاء الوعاظ الذين لا كنائس لهم على انهم (أشخاص واقعون تحت تأثير وهم شديد)(٦٣). إن أسوأ اضطهاد وأشده هو ما أصاب شيعه جيمس تايلر الذي بلغ به الأيمان بنظرية النور الباطن، حد الاعتقاد أو الادعاء بأنه هو المسيح مجسدا من جديد، وأنبه فوكس على هذا ولكن بعض أتباعه المخلصين الغيورين عبدوهن وأكدت إحدى النسوة أنه أعادها إلى الحياة بعد أن ظلت يومين في عداد الموتى: وعندما ركب تايلر إلى بريستول، ألقت