للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

نبئني إن كان ذلك كله صدقا، يا حبيبي، نبئني إن كان ذلك كله صدقا،

أإذا لمعت هاتان العينان ببرقهما، استجابت لهما السحائب الدكناء في صدرك بالعواصف؟

أصحيح أن شفتي في حلاوة برعم الحب المتفتح، حين يكون الحب في أول وعيه؟

أترى ذكريات ما مضى من أشهر الربيع ما تزال عالقة في جوارح بدني؟

أصحيح أن الأرض ـ كأنها القيثارة ـ تهتز بالغناء كلما مستها قدماي؟

أصحيح ـ إذن ـ أن الليل تدمع عيناه بقطرات الندى كلما بدوت لناظريك، وأن ضوء الصبح ينتشي فرحا إذا ما لف بدني بأشعته؟

أصحيح، أصحيح، أن حبك لم يزل يخبط فريدا خلال العصور ويتنقل من عالم إلى عالم باحثا عنى؟

وأنك حين وجدتني أخر الأمر، وجدت رغبتك الأزلية سكينتها التامة في عذب حديثي

وفي عيني وشفتي وشعري المسدول؟

أصحيح ـ إذن ـ أن لغز اللانهاية مكتوب على جبيني هذا الصغير؟

نبئني ـ يا حبيبي ـ إن كان ذلك كله صدقا

في هذه الأشعار حسنات كثيرة (١) - فيها وطنية حادة وهي رغم حدتها


(١) أهم دواوينه "جيتا نجالي" (١٩١٣) و "شترا" (١٩١٤) و "مكتب البريد" (١٩١٤) و "البستاني" (١٩١٤) و "جمع الثمار" (١٩١٦) و "زهرات الدفل الحمراء" (١٩٢٥)؛ وكتاب الشاعر نفسه "ذكرياتي" (١٩١٧) أفضل مرشدا لفهمه من كتاب "إ. تومسون" الذي عنوانه: "ر. طاغور، شاعر ومسرحي" (أكسفورد ١٩٢٦).