لثلاث وخمسين كنيسة أخرى. أشتهر كثير منها بأبراجها وقممها المستدقة التي جمعت بين حاسة الجمال وبين نزعته الرياضية. أضف إلى هذا دار الجمارك في لندن، والمستشفى في كل من جرينتش وشلس، والكنائس الصغيرة في كلية بمبورك في كمبردج وترنيتي كولدج في أوكسفورد، ومكتبة ترنيتي كولدج في كمبردج والجناح الشرقي الكلاسيكي في قصر مبتون كورت، وستاً وثلاثين داراً نقابية، وعدداً من الدور الخاصة بل يبدو أنه في الأربعين عاماً الأخيرة من القرن السابع عشر. لم يشيد مبنى له قيمته وأهميته، إلا كان رن هو المهندس الذي تولاه (٨٨). واحتفظ رن بمنصبه في المساحة طوال حكم شارل الثاني، وجيمس الثاني، ووليم وماري، وآن. وتقاعد عن العمل في سن السادسة والثمانين، ولكنه ظل لخمسة سنوات أخرى يشرف على العمل في كنيسة وستمنستر، وينسب بعضهم إليه الفضل إقامة أبراجها، وفارق الحياة في سن الحادية والتسعين، ودفن في كنيسة سانت بول.
وكان فن النحت لا يزال يتيماً في إنجلترا. ولكن الحفر على الخشب كان فناً رفيعاً. وكان جرنلنج جيبونز معاوناً له قيمته للمهندس رن، قام بحفر المقاعد في المكان المخصص للمرتلين وصندوق الأرغن الفخم في كنيسة سانت بول، والزخارف في قصر وندرسون وقصر كنسنجتن وهامبتون كورت.
واستمر فن الرسم في إنجلترا على أن يستقدم الأساتذة ويثبط من همم بنيه. وعلى الرغم من ذلك، كان بعضهم يعد جون ريلي أعظم رسام لصور الأشخاص في فترة عودة الكنيسة الملكية وأدرك جون أن الوجه المدروس الذي يرسم في رؤية، هو في ذاته سيرة حياة، فاستطاع أن يقرأ خطوطه، وفي بصيرة نافذة كشف في ثناياه عن خفاياه وأسراره وأبرزها في شجاعة غير مريحة. وكاد تعليق شارل الثاني على صورة رسمها له ريلي يكون سبباً في انهيار الفنان ودماره، حين قال الملك: "أهذه صورتي؟ يا لخيبة الأمل،