للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكادحين (البروليتاريا) وطبقة الفلاحين. وعانى عمال النسيج من المنافسة الأجنبية ومن الاختراع. وفي ١٧١٠ أضرب عمال الجوارب بسبب إدخال أنوال الجوارب واستخدام الغلمان لتشغيلها لقاء أجور منخفضة (٤٤) على أن الإنتاج القومي كان آخذاً في الارتفاع. ويمكن أن نحكم على هذا الارتفاع من زيادة متوسط إيرادات الحكومة من ٥٠٠ ألف جنيه في القرن السادس عشر إلى سبعة ملايين ونصف المليون من الجنيهات في القرن السابع عشر (٤٥). وقد ترجع الزيادة إلى حد ما إلى التضخم، ولكنها نتجت أساساً من التوسع في الصناعة وفي التجارة الخارجية.

ومع هذا لم يكن الدخل كافياً، لأن وليم كان يجند الجيوش لمحاربة لويس الرابع عشر، فارتفعت الضرائب إلى حد لم يسبق له مثيل، بل اشتدت الحاجة إلى مزيد من المال. وفي يناير ١٦٦٣ أحدث شارل مونتاجو - إرل هاليفاكس الأول - بوصفه وزير الخزانة تغييراً أساسياً في مالية الحكومة، بإقناع البرلمان بطرح قرض عام قدره ٩٠٠ ألف جنيه، ووعدت الحكومة بدفع ٧% فائدة سنوية عنه. وفي أخريات ١٩٦٣، حين زادت النفقات عن الإيرادات، اتفق جماعة من أصحاب المصارف على إقراض الحكومة مبلغ مليون ومائتي ألف جنيه بفائدة قدرها ٨% تحصل من رسم إضافي على السفن. وكان فكرة القروض المتحدة (الجماعية) هذه، قد اقترحها وليم باترسون قبل ذلك بثلاثة أعوام. وجاء الآن مونتاجو فعززها من الناحية الرسمية. وأقر البرلمان هذه الخطة. واتباعاً للسوابق التي جرى عليها العمل في جنوه والبندقية وهولندا، عمد المقرضون إلى تنظيم أنفسهم فيما يسمى "محافظو وشركة بنك إنجلترا" الذي صدرت براءة تأسيسه في ٢٧ يوليه ١٦٩٤. واقترضوا هم النقود من مصادر مختلفة بسعر ٤. ٥% وأقرضوها للحكومة بسعر ٨%، وجنوا أرباحاً إضافية عن طريق القيام بكل الأعمال المصرفية. وهكذا نشأ بنك إنجلترا، وقدم للحكومة قروضاً أخرى. وفي ١٦٩٦ حصل من البرلمان على حق احتكار مثل هذه القروض.