للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إقليم الحدود بشيراً بمملكة بروسيا. إقليم الحدود بشيراً بمملكة بروسيا. وكان من أضعف أفراد الأسرة الناخب جورج وليم (١٦١٩ - ٤٠)، الذي أدى تقلباته في حرب الثلاثين إلى تدمير براندنبورج على أيدي الجنود السويديين. فهجرت القرى والمدن، وخربت برلين، وكادت الصناعة تتلاشى، وهبط سكان إقليم الحدود من ٦٠٠. ٠٠٠ إلى ٢١٠. ٠٠٠٠ واستطاع فردريك وليم، الذيورث هذه التركة الخربة (١٦٤٠)، أن ينجز خلال الثمانية والأربعين عاما التي حكم فيها، معجزة من معجزات التعمير والتنمية، حتى لقد اعترف له حتى معاصروه بلقب "الناخب الأكبر". ولولاه لما كان فردريك الأكبر (كما سلم بهذا فردريك الأكبر نفسه) (٣).

كان يبلغ العشرين حتى ولي العرش-فتىً وسيماً، أسود الشعر، أسمر العينين، يشق طريقه إلى السلطة. كان قد نشئ على التقوى والنظام، وأكمل تعليمه في جامعة ليدن. وقد سبق بطرس قيصر الروس في إعجابه بالهولنديين وبشجاعتهم الصامدة وجدهم واجتهادهم، فاستقدم بذلك ألوفاً منهم ليعمروا وطن المتعطش للسكان. ثم حصل بمقتضى صلح وستفاليا على بومرانيا الشرقية (البعيدة)، وأسقفيتي ميندن وهالبرشتات، وألحق في وراثة رآسة أسقفية مجدبورج الهامة، وقد آلت إليه في ١٦٨٠، واختتم فردريك وليم حكمه بملك مبعثر بدأ جهده ليصبح مملكة. وفي تاريخ مبكر-١٦٥٤ - اقترح كبير وزرائه، الكونت جيورج فردريك الفالدكي، توحيد ألمانيا كلها تحت زعامة بيت هوهنزولرن (٤). وبدا أن فردريك وليم هو الرجل الكفيل بتحقيق هذه الوحدة الحامية. فلما اعتنق أوغسطس القوي أمير سكسونيا الكاثوليكية ليصبح ملك بولندة فتح الطريق لألمانيا لتتولى الزعامة البروتستنتية-ولم تعترضه سوى قوة السويد.

ذلك أن معاهدات ١٦٤٨ كانت قد تركت نقطاً استراتيجية هامة بألمانيا في قبضة السويد، وطالبت السويد بزعامة ألمانيا البروتستنتية استناداً غلى تضحياتها وانتصاراتها في حرب الثلاثين. فكيف تستطيع براندنبورج-بروسيا، بمكوناتها التي تحدق بها الدول المنافسة من أقصى ألمانيا إلى أقصاها، أن تبلغ من القوة والمنعة حداً يتيح لها الدفاع عن نفسها ضد تسلط السويد، أو تسلط سكسونيا، الدولة الموحدة