خصوصاً الفرنسية والإيطالية، وأنا أجرؤ على تقديم اقتراح مؤذ، هو تعليم المرأة أكثر من لسان واحد". وينبغي أن يتعلمن التاريخ، ويكتسبن كل آداب الحديث ولطائفه. واختم الروائي الغزل بقوله: إن امرأة أحسنت تربيتها وتعليمها، وزودت بفضائل إضافية من المعرفة والسلوك، لهي مخلوق لا نظير له. أبدع وأرق ما في خليقة الله"، وأن "الرجل الذي كانت مثل هذه المرأة من نصيبه ليس عليه إلا أن يغتبط بها ويكون شاكراً"(٢٢).
كان كتاب جون لوك "خواطر في التعليم"(١٦٩٣)(٢٣)، إلى حد كبير، أعمق الأبحاث التي كتبت في النظرية التربوية في عصر لويس الرابع عشر وأعظمها نفوذاً، وقد كتبه المؤلف بعد أن مارس التعليم مدرساً خصوصياً عدة سنوات في أسرة ايرل شافتسبري الأول. واقترح الفيلسوف-مترسماً بإدارات مونتيني-أن يكون هدف المعلم أولاً صحة الجسد وعافيته، فالجسم السليم شرط لا غنى عند للعقل السليم. لذلك كان على تلاميذه أن يتناولوا الطعام البسيط، ويعودوا أنفسهم على اللباس القليل، والفراش القاسي، والجو البارد، والهواء الطلق، والرياضة الكثيرة، والنوم المنتظم، والامتناع عن النبيذ أو الخمر، وعلى "قليل جداً من الدواء أو لا دواء إطلاقاً". ويأتي بعد ذلك في الزمان ولكنه يتقدم عليه في الأهمية تكوين الأخلاق، فكل التعليم سواء الجسدي أو العقلي أو الخلقي يجب أن يكون تدريباً على الفضيلة. وكما أن الجسم يجب تدريبه على الصحة باحتمال المشاق، فكذلك يجب تشكيل الخلق بغرس نكران الذات في جميع الأشياء التي تتعارض مع العقل الناضج. "ينبغي أن يعود الأطفال على إخضاع رغباتهم، والاستغناء عن مشتهياتهم، حتى وهم في المهد". فضبط الشهوات أشبه بالعمود الفقري للخلق. ويجب أن يجعل هذا الضبط ساراً ما أمكن، ولكن لا بد من الإصرار عليه في مراحل التربية كلها. ولن تكفي في ذلك الأفعال الطيبة المفردة، إذ لا بد من تربية الطالب بتكرار الأفعال الطيبة لتكون "عادات" طيبة، لأن "العادات تعمل بثبات ويسر أكثر من العقل، الذي قل أن يستشار بنزاهة ونحن أحوج ما نكون إليه، وندر أن يطاع". ويتردد لوك بين أرسطو وروسو. فهو يؤثر تعليماً تحررياً على تعليم يتجاهل ميل الطفل وفرديته، وينبغي أن تجعل الدروس مشوقة، والنظام رحيماً، ولكنه يقبل الفكرة القائلة بأنه من المرغوب فيه بين