للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضوء الشمس من الخيار، ولبناء البيوت ابتداء من الأسقف فما فوق، وذكر صموئيل بطلر، مؤلف "هوديبراس" كيف أن نادياً من العلماء هاج وماج لاكتشافه فيلاً في القمر، ثم تبين أنه فأر في تلسكوبهم (٨). ولكن رعاية الجمعية الملكية هي صاحبة الفضل في تحسين ايفلين للزراعة الإنجليزية، وإرساء السير وليم بتي علم الإحصاء، وتقدم العلم والطب الإنجليزيين بخطى تجاوزت كل ما عرف في فرنسا أو ألمانيا المعاصرتين، وإنشاء علم الكيمياء تقريباً، وإحداث راي ثورة في علم النبات، وودوارد في الجيولوجيا، ونيوتين في الفلك. وأجرت الجمعية آلاف التجارب في الكيمياء والفيزياء، وكانت تتسلم جثث المجرمين الذين أعدموا وتشرحها وتدرسها، وأصبحت مستودعاً للتقارير الطبية تتلقاها من الأطباء في جميع أرجاء البلاد، وجمعت تقارير التطورات التكنولوجية، وكانت على صلة بالبحث العلمي في خارج إنجلترا. وسفه تأكيدها على العمليات الطبيعية والناموس الطبيعي الخرافة واضطهاد السحر.

وفي عام ١٦٦٥ بدأ سكرتيرها هنري أولدنبرج إصدار مجلة "الأعمال الفلسفية للجمعية الملكية" التي استمرت إلى يومنا هذا. وقد طلبت وتلقت المقالات من خارج البلاد. وكانت من أوائل طابعي اكتشافات مالبيحي وليوفنهويك. أما أولدنبرج هذا فقد وفد على إنجلترا في ١٦٥٣ ليفاوض في إبرام معاهدة تجارية لوطنه بريمن، فبقي بها، وأصبح صديقاً لملتن، وهوبز، ونيوتين، وبويل، وراسل بنشاط العلماء والفلاسفة في جميع أنحاء العالم. وقال أن أعضاء الجمعية الملكية "يمتحنون الكون كله (٩) "، وكتب لسبينوزا يقول:

"إننا على ثقة من أن أشكال الأشياء وصفاتها يمكن تعليلها أفضل تعليل بأصول الميكانيكا، وأن كل آثار الطبيعة تحدثها الحركة والشكل، والنسيج، والارتباطات المختلفة لهذه كلها، وأنه لا حاجة بنا لأن نلجأ إلى الأشكال التي لا تفسير لها أو الصفحات السحرية ملاذاً من الجهل (١٠) ".

وبفضل هذه "الأعمال الفلسفية" الإنجليزية و"مجلة العلماء" الفرنسية، و"الجورنالي دي لتيراتي" الإيطالية،